image

الملياردير المصري محمد لطفي منصور

(اليوم ميديا)

محمد لطفى منصور (1948 رجل أعمال مصري بريطاني وسياسي سابق، شغل منصب وزير النقل في مصر من 2005 حتى 2009، ويرأس مجلس إدارة مجموعة منصور بالإضافة إلى عدة شركات أخرى وأندية رياضية، في نوفمبر عام 2019 قدرت مجلة فوربس ثروته ب 3.3 مليار دولار أميركي.

درس في الولايات المتحدة، وحصل على بكالوريوس في هندسة النسيج من جامعة نورث كارولينا عام 1968 وماجستير إدارة أعمال من جامعة أوريجون الأميركية أيضًا عام 1971.

في مارس 2024 وبتوصية من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حصل منصور على رتبة فارس، وأثار هذا الخبر جدل واعتراض من القوى السياسية المعارضة في بريطانيا.

من الإسكندرية إلى لندن

من عامل في محل بيتزا إلى قائد واحدة من أكبر الشركات العائلية في المنطقة.. تكشف رحلة الملياردير المصري محمد منصور رحلة الصعود والهبوط لأصحاب الثروات، وكيفية التعايش مع الأزمات والإصرار على الحلم رغم مختلف العوائق.

تم تشخيص إصابته بالسرطان بعد تخرجه من الجامعة في "كارولينا الشمالية"، إلا أنه نجح في التعافي من المرض، وقال: "الحمد لله بفضل الطبيب المعالج والأمل، استطعت تجاوز المحنة وتم القضاء على المرض تماماً"، وفق ما نقلته قناة العربية.

السير منصور لم يألف الفقر، ولد في عائلة أرستقراطية، والده كان أكبر مصدّر للقطن في العالم، بحسب وصفه. لكن الحياة لا تسير على وتر واحد، وبعض لياليها حالكة الظلام.

عامل بيتزا

إصابته بسرطان الكلى لم تكن المرة الأولى التي يواجه فيها منصور تحديا ضخما، فقبل ثلاث سنوات من تشخيصه بالمرض، تلقى الملياردير المصري خطاباً من والده يخبره بوقف إرسال نفقاته.

صادر الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر، ثروة عائلته وقام بتأميم شركة القطن الخاصة بهم، ما ترك منصور مفلساً فجأة. انتقل الشاب البالغ من العمر 18 عاماً من منزل الأخوية إلى مسكن مزدحم خارج الحرم الجامعي، وحاول تدبير أموره من "الإكراميات" التي يتركها له الزبائن في محل البيتزا الذي عمل به لإعالة نفسه وإخوته يوسف وإسماعيل.

يصف منصور التجربة الصعبة بأنها كانت بمثابة درس كبير في الحياة، حيث تعلم منها قيمة العمل الجاد والمثابرة.

حادث كاد يودي بإحدى قدميه

بعمر العاشرة، تعرض منصور إلى حادث مأساوي، كاد يقود الأطباء لبتر إحدى قدميه لولا تمسكه ورفضه للقرار، واحتفاظه بابتسامته والأمل في التحسن للعودة لممارسة الرياضة، ليصبح طريح الفراش لنحو 3 سنوات كاملة، قبل أن يتمكن من النهوض من جديد.

استغل منصور وقت إصابته في القراءة والتعلم لتطوير نفسه، الحادث يكشف بعداً آخر في شخصية منصور، والتي لا ترى وقتاً في الحياة رخيصاً يمكن إضاعته أو مبرراً للتنازل عن الأحلام، مع الدفع نحو حدود جديدة للحياة.

تقدر ثروة منصور بـ 3.5 مليار دولار

بعد إكمال دراسته في الولايات المتحدة، عاد منصور إلى مصر للعمل مع والده والذي نجح في إعادة تأسيس شركة في مجال الأقطان، إلا أن الانتفاح الاقتصادي كشف عن فرص لـ "لطفي منصور" لبدء عمل تجاري جديد في قطاع السيارات عبر الشراكة مع "جنرال موتورز" في البداية.

الأحلام كانت بسيطة، حيث كان المشروع يستهدف تصنيع 50 سيارة سنوياً مع هامش ربح 1000 جنيه لكل سيارة. احتفل منصور الأسبوع الماضي بتصنيع مليون سيارة.

وقال لـ "العربية"، إن شركته هي أحد أكبر موزعي "جنرال موتورز" في العالم، ومع تكرار التجربة مع "كاتربلر" أصبحت علامة منصور التجارية هي أكبر موزع لشركة المعدات الكبيرة في العالم.

تنامت أرباح العائلة سريعاً خلال العقود التالية من الشراكة مع "جنرال موتورز"، وكانت توكل بنوك الاستثمار ومديري الأصول في توظيف الأموال.

قال منصور إن تأسيس شركة "مان كابيتال"، مكتب العائلة الذي يدير أعماله من لندن، حيث يقيم منصور إلى الآن كان بهدف أن يكون الذراع الاستثمارية للمجموعة، والاستعانة بالاستشاريين داخلياً.

استثمر في فيسبوك وتويتر وسبوتيفاي

ساعد هذا التوجه في سرعة اتخاذ قرارات استثمارية في مراحل مبكرة من عمر شركات تكنولوجية عملاقة، حيث استثمرت شركته في "فيسبوك" و"تويتر"، و"إير بي إن بي"، و"سبوتيفاي" في مراحل مبكرة قبل إدراجها في البورصة.

ومنذ عام 2010، استمرت أعمال الشركة في التوسع والدخول في مجالات جديدة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والتعليم، كما أصبح اليوم من أكبر المستثمرين في سلسلة مقاهي "كافينيرو" البريطانية ومشاريع طاقة الرياح.

منصور يؤمن بأن الابتكار والتفكير خارج الصندوق هما مفتاح النجاح. هذا الإيمان قاده إلى الاستثمار في شركات تكنولوجية ناشئة مثل فيسبوك وتويتر وأوبر، مما جعله من أوائل المستثمرين في هذه الشركات الناجحة.

اليوم، يركز محمد منصور على الذكاء الاصطناعي، مؤمناً بأنه الثورة القادمة التي ستغير العالم. من خلال شركته الاستثمارية "مان كابيتل"، يستثمر منصور في الشركات التي تعمل على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه التقنيات ستحدث ثورة في حياتنا اليومية.

محمد منصور ليس فقط رجل أعمال ناجحا، بل هو أيضاً شخص يؤمن بأهمية رد الجميل للمجتمع. من خلال مؤسسة "رايت تو دريم"، يسعى منصور إلى دعم الشباب وتوفير فرص التعليم والتدريب لهم، مؤمناً بأن الشباب هم المستقبل.

ورغم تقدمه في العمر، إلا أنه لا يزال يؤمن بالمجازفة، وقال لا يوجد عائد بدون مجازفة.

وقال منصور إن استثماراته في شركات التكنولوجيا حملت الكثير من المجازفة، ولا يزال يحتفظ بحصص في بعض الشركات إلى الآن، بينما تخارج من بعض الشركات.

وأضاف أن خطواته القادمة ستكون مركزة على الذكاء الاصطناعي عن طريق شركة رأسمال مخاطر تم تأسيسها في سان فرانسيسكو وتحمل اسم "1984".