image

دونالد ترامب يلوح بيده أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة الأميركية

(ترجمات)

أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة فخمة في دول الخليج العربية، حيث كان لدى كل دولة من الدول الثلاث الغنية بالطاقة التي زارها قائمة طويلة من أمنيات الزعيم الأميركي.

وقالت دينا اسفندياري، مسؤولة شؤون الشرق الأوسط في بلومبرغ إيكونوميكس، لشبكة (CNN) الأميركية: “أرادت كل من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة إظهار انفتاحها على الأعمال التجارية، وهو ما نجحت فيه، وأرادت كسب تأييد الولايات المتحدة”.

وأضافت: “أرادوا إظهار عودتهم إلى حظوة أميركا”، مشيرةً إلى أن ترامب تمكن في المقابل من إبرام صفقات ضخمة مع شخصيات بارزة.

إليكم أبرز ما حصلت عليه دول الخليج من الزيارة؟

التزام أمبركي “حقيقي” تجاه الرياض

سعت المملكة العربية السعودية إلى إبرام اتفاقية أمنية رسمية مع الولايات المتحدة. ورغم أنها لم تحصل على ذلك، إلا أن الخبراء يقولون إنها اقتربت منه بشكل كبير.

وقال اسفندياري “قد لا تكون السعودية قد حصلت على اتفاقها الأمني ​​الرسمي، ولكن كان هناك الكثير من الحديث حوله… لذا ربما كان هذا، بدلاً من أن يكون تتويجاً للعملية، استمراراً للمحادثات”، مضيفاً أن واشنطن قد لا تكون متحمسة للترتيب كما كانت الرياض.

وقال خبراء إن الرياض حصلت على عدد من صفقات الأسلحة خلال زيارة ترامب، وهو ما قد يمهد الطريق لاتفاق أوسع.

وفي حفل توقيع رسمي أقيم في قاعة مذهبة بالديوان الملكي بالعاصمة السعودية الرياض يوم الثلاثاء، وقع ترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان مذكرات تفاهم وخطابات نوايا واتفاقيات تنفيذية أخرى تمتد إلى وكالات حكومية مختلفة.

كما تعهدت المملكة العربية السعودية باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة ، بما في ذلك شراكة دفاعية واسعة النطاق تقدر قيمتها بنحو 142 مليار دولار، والتي وصفها البيت الأبيض بأنها “أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ”.

ولكن الزيارة لم تصل إلى حد عرض التعاون الأميركي على الرياض بشأن برنامج نووي مدني، وهو ما كانت المملكة تتطلع إليه.

السعودية وسوريا

بالنسبة للسعوديين، كان الانفراج بين الولايات المتحدة وسوريا أيضًا مكسبًا دبلوماسيًا كبيرًا. خلال زيارته، التقى ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، الجهادي السابق الذي كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، وتناول معه الشاي. كما أعلن الرئيس الأميركي عن عزمه رفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري السابق بشار الأسد، مما قد يُنعش الوضع المالي المتعثر للبلاد.

حرصت دول الخليج، بما فيها السعودية، على الاستثمار في سوريا ودعم اقتصادها، لكنها توخّت الحذر من انتهاك العقوبات الأمريكية. ومن المرجح أن تُزيل خطوة ترامب هذه العوائق، مما يُمهد الطريق لاستثمارات وعوائد بمليارات الدولارات.

إن حدوث التقارب بين الولايات المتحدة وسوريا برعاية سعودية قد يمنح الرياض فرصاً أكبر في دمشق.

وقال اسفندياري إن المملكة العربية السعودية حصلت في نهاية المطاف على “تعبير حقيقي عن الالتزام الأميركي” تجاه المملكة.

أول زيارة رسمية أميركية إلى قطر

استقبلت قطر هذا الأسبوع أول زيارة رسمية لرئيس أمريكي لها. وكانت آخر زيارة لرئيس أميركي في منصبه عام ٢٠٠٣، عندما زار الرئيس السابق جورج دبليو بوش مقر القيادة المركزية الأميركية، حيث ألقى كلمة أمام عسكريين أميركيين.

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن المحادثات مع ترامب خلال هذه الرحلة “ستعطي زخما جديدا للتعاون الاستراتيجي القائم بين بلدينا في مختلف المجالات”.

ووقعت الدولتان عددا من الصفقات خلال زيارة ترامب، بما في ذلك اتفاقية بقيمة 96 مليار دولار لشراء قطر ما يصل إلى 210 طائرات بوينج أمريكية الصنع، وفقا لبيان صحفي صادر عن البيت الأبيض.

كما تسلّم ترامب طائرة بوينغ 747-8 من القطريين، لاستخدامها في البداية الطائرة العملاقة رغم الجدل الأخلاقي والقانوني الذي أثارته.

ولعل أكبر انتصار حققته الدوحة كان الضمانات الأمنية التي تلقتها من ترامب، والتي تعهدت فيها الولايات المتحدة “بحماية” شريكها الأمني ​​القديم في مواجهة التهديدات.

وقال ترامب في اجتماع مائدة مستديرة للأعمال: “سنحمي هذا البلد”، مشيرا إلى مدى قرب قطر من إيران.

بالنسبة لهذا البلد تحديدًا، ولأنك بجواره مباشرةً، فأنت على بُعد خطوات، أليس كذلك؟ أنت على بُعد خطوات. يمكنك الوصول إلى إيران سيرًا على الأقدام، كما قال.

مجمع ضخم للذكاء الاصطناعي في أبوظبي

كان الهدف الرئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة من زيارة ترامب هو تعزيز الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ورغم تحقيقها انتصارات في هذا الصدد، فإن الزيارة لم ترق إلى مستوى ما تريده أبو ظبي حقًا: الوصول غير المقيد إلى الرقائق الدقيقة الأميركية المتقدمة، وفق تعبير(CNN) الأميركية.

دونالد ترامب يتسلم وسام زايد

خلال زيارة ترامب إلى الإمارات العربية المتحدة، أعلنت الدولتان عن شراكة لبناء مجمع ضخم لمراكز البيانات في أبوظبي لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي بقدرة 5 جيجاوات – وهي قدرة كافية لتشغيل مدينة كبرى.

وقال لينارت هايم، وهو عالم معلومات مشارك في مؤسسة راند للأبحاث، إن المجمع الجديد سيحتاج إلى أكثر من مليوني شريحة.

قالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، لشبكة CNN الأميركية: “إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، الذي كان محور زيارة الرئيس ترامب، يعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة كلاعب رئيسي في هذا المجال”.

وأضافت أنه على المستوى الجيوسياسي، تطلب الولايات المتحدة من الإمارات العربية المتحدة العمل مع واشنطن في مجال الذكاء الاصطناعي، وليس مع منافسين آخرين مثل الصين.

تأمل الإمارات العربية المتحدة أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، لكنها تحتاج إلى الرقائق الأميركية لتحقيق هذا الهدف.

ومن المحتمل أن تصبح هذه الرقائق متاحة قريبًا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال مصدر مطلع لشبكة CNN يوم الجمعة إن “الأمور تتقدم نحو اتفاق أولي بين الولايات المتحدة وأبو ظبي من شأنه أن يسهل استيراد شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة”.

وقال ترامب يوم الجمعة إن البلدين اتفقا على إنشاء “مسار” للدولة الخليجية لشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تقدما في مجال الذكاء الاصطناعي من الولايات المتحدة، وفق (CNN).