لقطة الشاشة 2025-03-21 في 11.32.14 ص

من القصف الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة

اليوم ميديا – (ربيع يحيى)

تل أبيب تهتزّ، ليس بفعل صواريخ الفصائل الفلسطينية هذه المرة، بل بسبب تسونامي سياسي تتعاظم أمواجه في الداخل، بينما أوروبا تشهر سيف الغضب في وجه حكومة نتنياهو، الموصوفة بالأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل.

فهل دخلت إسرائيل مرحلة العزلة الفعلية؟

اضطرت الحكومة الإسرائيلية للمصادقة على إدخال عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة، عقب تهديدات شديدة اللهجة من جانب دول أوروبية عديدة، ألمحت بإمكانية فرض عقوبات على تل أبيب.

وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، ليلة الثلاثاء، أن الساعات القادمة ستشهد إدخال مساعدات إنسانية أساسية، تشمل المواد الغذائية اللازمة فقط، من بينها طعام للأطفال، إلا أنها ستُحجم عن إطلاق العنان لإدخال المساعدات الإنسانية كافة.

ويواجه بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخ البلاد، هجومًا حادًا من قبل شركاء الائتلاف، ولا سيما من حزب “عوتسما يهوديت” الراديكالي المتطرف، بزعامة وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، لمجرد موافقة نتنياهو على إدخال المساعدات، على الرغم من كونها بالكاد تسد رمق جزء من سكان غزة.

وتغطي خطة إدخال المساعدات التي صادق عليها نتنياهو، شمال وجنوب القطاع، وتحت إشراف منسق عمليات الحكومة بالأراضي المحتلة، على أن تدخل 10 شاحنات، الثلاثاء، من خلال معبر كرم أبو سالم، لتستمر تلك الآلية حتى يوم 24 مايو الجاري، وبعدها ستقر إسرائيلية آليات توزيع المساعدات، التي ستتولى تأمينها شركة أمن أمريكية خاصة، وسط أنباء عن وصول أفراد من تلك الشركة بالفعل إلى إسرائيل.

ما مُلابسات القرار الإسرائيلي؟

يأتي القرار بعد أن استشعرت تل أبيب أنها أمام ما وصفته صحيفة "معاريف" بــ "تسونامي سياسي"؛ إذ وقَّع 22 من وزراء خارجية دول العالم على بيان مشترك، يتهم تل أبيب بغلق الطريق أمام إدخال المساعدات طوال شهور مضت، وسط مخاوف من تعرض سكان غزة ل لمجاعة.

وذكر البيان أن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية "طالما قدمت المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بشجاعة كبيرة، وخاطر موظفوها بأرواحهم رغم القيود"، وأكد على التزام الأمم المتحدة ومنظماتها بالمبادئ الإنسانية، وقال إن لديهم القدرة اللوجستية والخبرة للوصول إلى المتضررين في مختلف أنحاء قطاع غزة.

من أين تأتي الضغوط؟

وقَّع على البيان وزراء خارجية أستراليا، وبلجيكا، وكندا، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وأيسلندا، وأيرلندا، وإيطاليا، واليابان، ولاتفيا، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، وهولندا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد، والمملكة المتحدة.

وفي أعقاب صدور البيان، نشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر حسابه على منصة (X) تغريدة، أكد خلالها على معارضة بلاده بشدة لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وصف معاناة سكان غزة بأنها "بلغت مستوى لا يُطاق". ودعا ماكرون إلى العمل من أجل تطبيق حل الدولتين خلال الفترة التي تسبق مؤتمر 18 يونيو في نيويورك.

ونقلت "معاريف" تصريحًا منسوبًا لرئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والذي وصف الوضع الإنساني بالقطاع بأنه "غير مقبول ولا يُحتمل".

ودعت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أمس الاثنين، إلى توصيل المساعدات إلى المدنيين في القطاع على الفور، وذكرت خلال زيارة إلى لندن أنه "منذ شهرين لم تدخل أية إمدادات إنسانية إلى غزة، يتعين أن تصل المساعدات إلى المحتاجين فورًا، ويجب رفع الحصار عن غزة الآن".

وفي وقت سابق، أمس الاثنين، كشفت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خيّر إسرائيل بين إنهاء الحرب في غزة أو التخلي عنها، وطالبها بإبرام صفقة في غزة، وسط أنباء عن كون الضغط الأمريكي على إسرائيل على صلة بزيارة ترامب الخليجية الأخيرة، وضغوط مارستها دول الخليج على ترامب لحثه على وقف الحرب.

ما تعليق إسرائيل؟

اتهم نتنياهو في تغريده دونها على منصة (X) زعماء أوروبا بتقديم جائزة ضخمة لحماس على هجومها على الشعب الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، زاعمًا أن الدعوات الأوروبية وغيرها تعني أنهم يرغبون في تكرار ما حدث خلال هجوم حماس.

وادعى أن الحرب يمكنها أن تنتهي في الغد؛ لو أطلقت حماس الأسرى وتخلت عن سلاحها، ووافق قادتها على الإبعاد ونُزِع سلاح القطاع، وقال: ليس من المتوقع من أية أمة أن تقبل بأقل من ذلك".