image

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين - (CNN)

اليوم ميديا – واشنطن / كييف

في مشهد يعيد خلط أوراق الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، صرّح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأنه “غير راضٍ” عن تصرفات نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أنه “لا يعرف ما الذي حدث له”، وذلك بعد أن شنت روسيا أكبر هجوم جوي على أوكرانيا بين عشية وضحاها.

وقال ترامب، في تصريحات أدلى بها للصحفيين خلال عودته إلى العاصمة واشنطن من نيوجيرسي، إن بوتين يقتل الناس بـ”صواريخ تطلق على المدن”، مؤكدًا: “لطالما كنت على وفاق معه… لكن ما يفعله الآن لا يعجبني على الإطلاق”.

من الوفاق إلى الذهول

تصريحات ترامب، الذي لطالما تفاخر بعلاقته القوية ببوتين، جاءت صادمة، خاصة أنه أشار إلى أن “أمرًا ما قد أصاب الرئيس الروسي”، معربًا عن دهشته من تصعيد موسكو، رغم محادثات جرت مؤخرًا بينه وبين بوتين، كان آخرها مكالمة هاتفية قبل أيام من الهجوم.

وتابع ترامب: “لا يعجبني ما يفعله بوتين، ولا حتى قليلاً. إنه يقتل الناس. وقد أصابه شيء، وهذا لا يعجبني”.

بوتين لا يصغي.. وواشنطن صامتة

في المقابل، أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرخة تحذير قال فيها إن “صمت أمريكا وصمت الآخرين لا يشجع سوى بوتين على مواصلة القتل”، مؤكدًا أن موسكو باتت تتصرف كمن يملك الحصانة الدولية.

التصعيد الروسي الأخير شمل قصفًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدف العاصمة كييف ومدنًا أخرى في واحدة من أكثر الليالي دموية منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022. وبحسب مسؤولين أوكرانيين، فإن الضربات أوقعت دمارًا هائلًا، وتسببت في مقتل وجرح عشرات المدنيين.

رسالة روسية مزدوجة

التصعيد الروسي يتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية على الكرملين للقبول بمقترحات وقف إطلاق النار، وسط مخاوف من أن يستغل بوتين الانشغال الدولي بملفات أخرى – من غزة إلى تايوان – لتعزيز موقفه على الأرض قبل الدخول في أي تسوية محتملة.

وفي الوقت الذي يصف فيه ترامب سلوك بوتين بـ”غير المفهوم”، تبدو إدارة بايدن أكثر حذرًا، وسط تساؤلات حول نجاعة الدعم العسكري المستمر لأوكرانيا، وتراجع الحماس داخل الكونغرس لمزيد من المساعدات.

هل يغسل ترامب يديه من بوتين؟

يبقى السؤال الأبرز في الأوساط السياسية الأميركية: هل يحاول ترامب، العائد بقوة إلى السباق الرئاسي، أن يغسل يديه من بوتين؟ وهل تمثل تصريحاته تحولًا تكتيكيًا، أم مجرد مناورة انتخابية لكسب الرأي العام الأميركي الذي ضاق ذرعًا بالحرب وتبعاتها الاقتصادية؟

في كل الأحوال، من الواضح أن بوتين لم يعد “الصديق الغامض” في خطاب ترامب، بل بات خصمًا غير متوقع، لا يصغي لأحد، ويقصف الجميع… حتى من كانوا ذات يوم على وفاق معه.