لقطة الشاشة 2025-03-15 في 11.09.30 ص

من قطاع غزة

اليوم ميديا – غزة

في مشهد لا يُحتمل وصفه، ارتكبت إسرائيل فجر الاثنين مجزرة جديدة بحق نازحين فلسطينيين بعد قصف مدرسة تأويهم وسط مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، وتفحم أجساد ضحايا لم تعرف هويات بعضها بعد.

المدرسة الواقعة في حي الدرج تحوّلت إلى كتلة من النار والدخان في لحظات، عقب ضربة عسكرية إسرائيلية وقعت دون سابق إنذار، بحسب شهود عيان. الجثث كانت مبعثرة، متفحمة أو مقطعة، وسط صرخات الأهالي، والنيران تلتهم الخيام التي كانت ملاذًا مؤقتًا للنازحين من جحيم الحرب.

المشهد أعاد إلى الأذهان صورًا من مذابح تاريخية لم يعد الزمن قادراً على دفنها.
المسعفون الذين هرعوا إلى المكان وصفوا الجريمة بأنها “مجزرة كاملة”، مؤكدين أن إحدى سيارات الإسعاف نقلت وحدها أشلاء 12 قتيلاً داخل أربعة أكياس فقط، ما يعكس قوة الانفجار ووحشيته.

محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، قال إن “الدمار هائل”، مضيفاً أن طواقم الإنقاذ انتشلت جثامين أطفال ونساء، بعضها تفحّم بالكامل. وأكد أن البحث لا يزال جاريًا عن مفقودين محاصرين تحت الأنقاض وسط صعوبات كبيرة.

الهجوم وقع بالتزامن مع غارات كثيفة على أحياء الشجاعية والتفاح، في إطار تصعيد دموي جديد تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ أيام، وسط صمت دولي يزداد قتامة كلما اشتدت النيران.

خالد سليمان، أحد سكان المنطقة، وصف اللحظة قائلًا:

“استيقظنا على زلزال… النيران في كل مكان، الجثث متناثرة، والنار تلتهمهم أحياءً”.

وفيما كانت المشاهد تُنقل عبر مقاطع مصوّرة مرعبة، كان مستشفى المعمداني يعج بالضحايا، بينما الأطباء يصرخون من شحّ الإمدادات الطبية، في وقت يبدو فيه العالم قد اعتاد على العدّ فقط: عدد القتلى.. لا أسماؤهم، ولا وجوههم.