
تصاعد الدخان عقب الغارات الإسرائيلية على حي التفاح في مدينة غزة - غيتي
اليوم ميديا – (لندن)
في الوقت الذي تتصاعد فيه ألسنة اللهب والدخان من أحياء غزة المدمرة، وتحت وقع الجوع والحصار، أعلنت حركة حماس أنها لم ترفض المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، بل قدمت تعديلات جوهرية تهدف إلى وقف دائم للحرب وضمان انساني حقيقي.
وقالت الحركة، في بيان صدر مساء السبت، إن ردها للوسطاء في قطر ومصر يتضمن مطالب واضحة: وقف شامل لإطلاق النار، انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بإشراف دولي، ولا سيما عبر الأمم المتحدة، لضمان عدم استغلالها سياسيًا أو عسكريًا.
لكن الرد قوبل بانتقاد حاد من المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي وصف مقترح حماس بأنه “غير مقبول تمامًا”، معتبرًا أنه “يأخذ الأمور إلى الوراء”، وفق ما نقلته شبكة (CNN) الأميركية.
اقرأ أيضا
إسرائيل تمنع وفدًا عربيًا إلى رام الله.. لماذا تخشى بن فرحان؟
في المقابل، اتهم القيادي في حماس باسم نعيم واشنطن بـ”الانحياز الكامل لإسرائيل”، موضحًا أن الاتفاق الأصلي الذي تم التفاهم عليه مع ويتكوف جرى تعديله بالكامل من قبل الجانب الإسرائيلي، مما أفقده توازنه وإنسانيته.
في ظل هذا التراشق السياسي، يواصل الغزيون حياتهم على شفير المجاعة. فقد أعلن برنامج الأغذية العالمي أن 77 شاحنة مساعدات تم نهبها من قبل مدنيين جائعين في وسط وجنوب غزة، مشيرًا إلى أن “الناس جائعون لدرجة أنهم لم يعودوا يسمحون بمرور الطعام دون الاستيلاء عليه”.
يأتي هذا المشهد الإنساني القاتم بعد أكثر من 80 يومًا من الحصار الكامل، والذي تسبب بانهيار شبه تام في سلاسل الإمداد الغذائي، ومعاناة إنسانية لا توصف، بينما تتعثر محاولات الوصول إلى هدنة دائمة بسبب التباين السياسي بين مطالب حماس والموقف الأميركي – الإسرائيلي الموحد.
وفيما تبقى غزة أسيرة الأجندات المتضاربة، يطرح الغزيون السؤال المؤلم: من ينقذنا من الجوع والموت… السياسة أم الضمير الإنساني؟