image

ساحة هارفارد

لندن – (اليوم ميديا)

في قلب واحدة من أعرق الجامعات في العالم، تتصاعد سحب أزمة جديدة قد تغيّر ملامح التعليم العالي الأميركي. جامعة هارفارد، التي لطالما كانت رمزًا للنخبة الأكاديمية، تجد نفسها الآن في مرمى الاتهامات بالتجسس والتواطؤ مع الحزب الشيوعي الصيني.

وبحسب تقارير أميركية، فإن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وجهت اتهامات ضمنية إلى هارفارد بأنها تحولت إلى منصة خفية لتدريب كوادر الحزب الشيوعي الصيني، وسط مخاوف من تجنيد طلاب وأساتذة ضمن شبكات تجسس تعمل لصالح بكين.

تحت المجهر: هارفارد والملف الصيني

إدارة ترامب فتحت ملفات هارفارد على مصراعيها، مدفوعة بشبهات تقول إنها تتعلق بعلاقات الجامعة بالحزب الشيوعي الصيني، وتعزيزها لأفكار “معادية للسامية” بحسب تعبير الإدارة. التحقيقات لا تتوقف عند الطابع السياسي، بل تمتد إلى الجوانب المالية، حيث تساءل ترامب عن جدوى تقديم تمويل فدرالي لمؤسسة تملك صندوق وقف بقيمة 52 مليار دولار.

التقارير تشير إلى أن هذه الأزمة قد تُجبر نحو 7000 طالب دولي على مغادرة الولايات المتحدة، بينهم أكثر من 1300 طالب صيني يدرسون في هارفارد وحدها. قرار اتخذته الخارجية الأميركية يقضي بإلغاء تأشيرات الطلاب المرتبطين بالحزب الشيوعي الصيني أو أولئك المسجلين في “مجالات حيوية”.

الـFBI يتدخل.. ومخاوف أكاديمية

صحيفة نيويورك تايمز أكدت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يحقق منذ عقود في شبهات تجسس تورط بها باحثون وأساتذة من الصين. وتشير الصحيفة إلى أن إدارة ترامب شرعت في تبنّي سياسة أكثر عدوانية لوقف هذا النشاط، ما أثار حفيظة المجتمع الأكاديمي.

العميل الفيدرالي السابق، جريج ميلونوفيتش، قال: “عدد الطلاب الذين يمثلون تهديدًا فعليًا للأمن القومي ضئيل جدًا مقارنة بأولئك الذين يساهمون بفاعلية في دفع عجلة البحث العلمي الأميركي”.

رد صيني وتحرك من هونغ كونغ

الصين لم تقف صامتة، إذ عرضت “مساعدات غير مشروطة” للطلاب المتأثرين، بينما دعت وزيرة التعليم في هونغ كونغ، كريستين تشوي، الجامعات المحلية إلى فتح أبوابها للطلاب المميزين حول العالم، في إشارة واضحة إلى المتضررين من سياسات الهجرة والقبول الأميركية.

تشوي كشفت عن تواصل مباشر مع نادي هارفارد في هونغ كونغ لدعم الطلاب المتضررين، في وقت تعهدت فيه حكومتها بمتابعة الوضع وتقديم تسهيلات بديلة.

المشهد القادم: تعليم دولي على مفترق طرق

الحظر، المقرر تنفيذه بدءًا من العام الدراسي 2025-2026، يشكل ضربة مباشرة لنموذج التعليم الأميركي القائم على استقطاب النخب من جميع أنحاء العالم. فبين اتهامات التجسس وصراع الجبهات السياسية، يقف البحث العلمي على حافة معركة جديدة، تتجاوز جدران الجامعات إلى عمق الصراعات الجيوسياسية.