image

سميحة أيوب

لندن – أحمد القاضي

في صباح هادئ من صباحات الزمالك، أسدلت القاهرة الستار الأخير على واحدة من أعظم نجمات المسرح العربي.
رحلت سميحة أيوب، “سيدة المسرح المصري”، عن عمر ناهز 93 عامًا، تاركةً وراءها أكثر من سبعة عقود من المجد المسرحي والعطاء الفني والقيادة الثقافية.

من حي شبرا الشعبي إلى قمة المسرح العربي، خاضت سميحة رحلة نادرة بدأت بفيلم وهي لم تتجاوز الخامسة عشرة، ومرت بمحطاتٍ نُقشت فيها ملامح المسرح المصري الحديث.
أكثر من 170 مسرحية، من “رابعة العدوية” إلى “دائرة الطباشير القوقازية”، جسّدت فيها المرأة القوية، المثقفة، المناضلة، والأنثى التي لا تُهزم.

لكن حضورها لم يكن فقط على الخشبة. تولت إدارة المسرح الحديث والقومي، وفرضت حضورها القيادي في زمن كانت المناصب للرجال فقط.
كانت تؤمن أن الفن مقاومة، وأن المسرح ليس ترفًا بل “منصة وعي” وجبهة مواجهة حين يلزم الأمر.

خلف الأضواء، عاشت ثلاث زيجات مع كبار الفن والفكر: محسن سرحان، محمود مرسي، وسعد الدين وهبة، دون أن تتنازل يومًا عن ذاتها أو عن عشقها الأول: المسرح.

حصلت على أرفع الأوسمة، لكن تكريمها الحقيقي ظل محفورًا في ذاكرة جمهور لم ينسَ يومًا وهج صوتها، وفي مسرحٍ يحمل اسمها وسط العاصمة التي أحبّت.

برحيلها، يترجل صوتٌ من أصوات المجد، ويُطفأ ضوء من أضواء الخشبة، لكن اسم سميحة أيوب سيظل ينبض في ذاكرة الفن المصري والعربي كرمز لا يُنسى.