image

محمد السنوار

لندن – ربيع يحيى

في عملية وصفت بأنها الأكثر دقة وتعقيدًا منذ اندلاع الحرب على غزة، أعلنت إسرائيل اغتيال محمد السنوار، أحد أبرز قيادات كتائب القسام، عبر قصف بمواد سامة استهدفت غرفًا تحت الأرض جنوب خانيونس. وبينما تحدثت الرواية الرسمية عن ضربة جوية، تشير معلومات مسربة إلى عملية اغتيال باستخدام غازات قاتلة داخل غرف محصنة أسفل المستشفى الأوروبي، ما يثير جدلًا حول استخدام أسلحة غير تقليدية في القطاع.

اغتيال معلن متأخر!

رغم تنفيذ العملية في 13 مايو الماضي، لم يُعلن عنها سوى في 31 مايو، حين قال جيش الاحتلال إن الغارة الجوية نُفذت بالتنسيق مع “الشاباك” والاستخبارات العسكرية “أمان”، واستهدفت “مركز قيادة تحت الأرض” تابع لحماس. الغارة أسفرت – بحسب البيان – عن مقتل محمد السنوار، ومحمد شبانة، قائد لواء رفح، ومهدي كوارع، قائد كتيبة جنوب خان يونس.

الرواية الموازية: غازات سامة في غرف محصنة

لكن خلال الساعات الـ24 الأخيرة، كشفت قناة “العربية” ومصادر عبرية، أن السنوار ربما قُتل اختناقًا إثر قصف مدروس بقذائف تحتوي على مواد سامة، استهدفت مداخل غرفتين محصنتين كان يتحصن فيهما السنوار وشبانة تحت الأرض.

ووفق موقع “نتسيف نت”، جاءت العملية بعد معلومات حصلت عليها إسرائيل إثر إطلاق سراح الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي احتُجز في نفس الموقع، وكان السنوار حريصًا على البقاء قريبًا منه لاستخدامه كورقة تفاوضية.

من هو الخيط الحاسم؟

يبدو أن الأسير الأمريكي لعب دورًا حاسمًا في تحديد موقع السنوار، خاصة بعد إبلاغه المحققين أنه كان بمفرده، ما سمح لإسرائيل باستخدام سلاح “غير تقليدي” من دون الخوف على حياة أسرى إسرائيليين محتملين.

مفاجأة في الأنفاق

بعد ثلاثة أيام من الغارة، وصلت عناصر القسام إلى الموقع، حيث تم العثور على 12 جثة، من بينهم جثمانا السنوار وشبانة. وتشير مصادر استخبارية إلى أن طبيعة الوفاة كانت اختناقًا حادًا، لا إصابة مباشرة، ما يعزز فرضية استخدام الغاز القاتل.

سابقة تؤكد الرواية؟

في يناير 2024، زعمت إسرائيلية تُدعى معيان شيرمان أن نجلها قُتل غازًا داخل أحد أنفاق حماس بقنبلة إسرائيلية. الجيش رد حينها بأن الانبعاثات السامة داخل الأنفاق ممكنة حتى مع الأسلحة التقليدية، وحدثت سابقًا خلال عملية “حارس الأسوار” عام 2021.

من التالي؟

أوساط إسرائيلية تتحدث الآن عن عز الدين الحداد، قائد لواء غزة والشمال، بوصفه الهدف المقبل. في المقابل، تلتزم حماس الصمت إلى حد كبير، وسط صدمة داخلية وتساؤلات عن طبيعة الاختراق الأمني.

التحليل السياسي:

إسرائيل تخوض حربًا استخبارية خفية تعتمد على الاغتيال بصمت، وليس فقط بالصواريخ.

استخدام الغاز يعكس تحولًا استراتيجيًا في أساليب المواجهة، وتجنبًا للضغوط السياسية بشأن قتل الأسرى.

تبعات هذه العملية قد تشمل تحولات في بنية القيادة العسكرية لحماس، وربما ترتيبات أمنية جديدة تحت الأرض.