لندن – اليوم ميديا
في خطوة مثيرة للجدل قد تزيد من تورّطها في الملف الإنساني في غزة، كشفت مصادر لموقع Axios أن وزارة الخارجية الأميركية تدرس تخصيص 500 مليون دولار لدعم “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، وهي الكيان الذي تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات في القطاع.
أكبر مساهم.. وأكبر مسؤولية!
بحسب التقرير، فإن ضخ هذا التمويل سيجعل من الولايات المتحدة أكبر ممول للمؤسسة، مما يعني عملياً أنها “ستمتلك” العملية وستتحمّل نصيبًا متزايدًا من المسؤولية عن تداعياتها.
ورغم أن الخطوة قد تُعزز مصداقية واشنطن في حثّ الدول الأخرى على تمويل المؤسسة، إلا أن مراقبين يحذرون من أنها ستُعمّق أيضًا انخراط الولايات المتحدة في الحرب الجارية، وستجعلها طرفًا مباشرًا في المأساة الإنسانية التي تتكشف في غزة.
مجازر واتهامات
وفي الوقت الذي تؤكد فيه المؤسسة أن المساعدات وصلت بالفعل إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين، شهدت الأيام الماضية حالتين من المجازر الجماعية قرب مراكز التوزيع، إحداهما اعترف فيها الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مدنيين كانوا في طريقهم لاستلام المساعدات.
مؤسسات أممية
من جهتها، حذرت مؤسسات أممية من أن آلية التوزيع الحالية، التي تتطلب عبور المدنيين لنقاط تمركز الجيش الإسرائيلي، غير آمنة وقد تقود إلى نتائج كارثية، وهو ما حدث فعلاً، حيث قُتل العشرات وأُصيب المئات في مناطق التوزيع خلال يونيو.
تمويل سري.. وتكتم رسمي
ووفق Axios، فإن تمويل المؤسسة يجري في أجواء من السرية؛ إذ كشف مسؤول إسرائيلي أن المؤسسة تلقت 100 مليون دولار من حكومات وجهات خاصة طلبت عدم الكشف عن هويتها.
في المقابل، ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أن الحكومة قدّمت أكثر من 200 مليون دولار في مخصصات سرية عبر وزارة الدفاع، بينما نفت رئاسة الوزراء أن تكون الأموال من دافعي الضرائب الإسرائيليين.
المفارقة أن مسؤولين أميركيين، حسب Axios، ما زالوا منقسمين حول قرار التمويل؛ بعضهم يحذر من مسؤولية محتملة في المجازر المقبلة، بينما يرى آخرون أن التمويل يمنح واشنطن القدرة على “تحسين الوضع الإنساني”.
القرار بيد ترامب وروبيو
القرار النهائي لم يُتخذ بعد، وسيُعرض الأسبوع المقبل على وزير الخارجية ماركو روبيو والرئيس دونالد ترامب، بعد تقييم مستجدات الأوضاع في غزة. وحتى الآن، لم تُعلّق الخارجية الأميركية رسميًا على الخبر.