image

علم فلسطين يرفرق وسط احتجاجات لوس أنجلوس

لوس أنجلوس – اليوم ميديا

تشهد ولاية كاليفورنيا واحدة من أوسع موجات الاحتجاجات في تاريخها الحديث، بعدما فجّرت حملة مداهمات نفذتها وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في مدينة لوس أنجلوس موجة غضب شعبي عارم، أعادت إلى الواجهة النقاشات الساخنة حول سياسات الهجرة، والعنصرية المؤسسية، وحرية التعبير. لكن ما لم يكن في الحسبان هو المشهد اللافت الذي خطف عدسات الإعلام: متظاهر يلوّح بعلم فلسطين في قلب الحشود.

بداية الاحتجاج.. “غارة في الظلام”

انطلقت شرارة الأحداث مساء الجمعة، بعد أن أعلنت السلطات الفيدرالية توقيف 44 مهاجرًا على الأقل، في إطار حملة موسّعة نفذتها عناصر ICE ضد المهاجرين غير النظاميين. وبحسب بيانات رسمية، فقد جرت المداهمات في أحياء ذات كثافة سكانية من أصول لاتينية وآسيوية، مما أثار سخطًا شعبيًا وشكوكًا حول الخلفيات العرقية للعمليات.

وسرعان ما تحولت التجمعات إلى مسيرات غاضبة في شوارع لوس أنجلوس، لا سيما في حي كومبتون وباراماونت، حيث اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات إنفاذ القانون، أسفرت عن إصابات في صفوف الشرطة، وحرائق طالت سيارات ومتاجر محلية.

ترامب يرد.. والحرس الوطني في الشوارع

ردًا على تصاعد التوتر، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حشد 2000 عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، في خطوة وصفها معارضوه بـ”الاستفزازية”. كما أعلن منع ارتداء الأقنعة في التظاهرات، معتبرًا أنها وسيلة لإخفاء “الفوضى والتخريب”، بحسب منشور له على منصة “تروث سوشيال”.

لقرار قوبل بانتقادات حادة من حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، الذي وصف إرسال الجيش بأنه “تصعيد غير مبرر يزيد الفجوة بين الدولة ومواطنيها”، مؤكدًا أن نشر الجنود لن يسهم إلا في تعميق الأزمة.

علم فلسطين في قلب المشهد

في خضم هذه الفوضى، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل صورة لمتظاهر أميركي يرفع علم فلسطين وسط الجموع، في مشهدٍ فسّره البعض على أنه تضامن مع نضال الفلسطينيين ضد القمع والتمييز، بينما رآه آخرون إشارة إلى تقاطع النضالات بين قضايا اللاجئين والمهاجرين والمظلومين حول العالم.

ورغم أن المتظاهرين كانوا ينددون بشكل أساسي بسياسات الهجرة الأميركية، إلا أن حضور العلم الفلسطيني فتح باب التأويلات السياسية والثقافية، خاصة مع التوتر الأميركي الداخلي حول موقف واشنطن من حرب غزة، والانقسام السياسي الحاد بشأن دعم إسرائيل.

الخلفية الأعمق: الهجرة والهوية في قلب الصراع

لطالما كانت الهجرة واحدة من أكثر الملفات تفجيرًا للانقسام في السياسة الأميركية. لكن في ظل الأوضاع العالمية المتوترة، والانتخابات الرئاسية المرتقبة، أصبحت الإجراءات الأمنية ضد المهاجرين جزءًا من حملة ترامب السياسية، في محاولة لكسب دعم القاعدة المحافظة.

غير أن هذه المقاربة تواجه معارضة متصاعدة من قطاعات واسعة من الشباب، والناشطين الحقوقيين، وأقليات عرقية ترى في هذه السياسات امتدادًا لتاريخ طويل من العنصرية المؤسساتية في الولايات المتحدة.