image

تعبيرية

لندن – مي فهمي

في زمن تتسابق فيه العيون إلى الشاشات الصغيرة، أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن 90٪ من جيل Z ذهبوا إلى دور السينما في عام 2024، في مشهد مفاجئ يبرهن على أن هذا الجيل الرقمي لا يزال يقدّر سحر الشاشة الكبيرة.

لكن ما وراء الأرقام قصة أعمق؛ فجيل Z لا يرى السينما مجرد ترفيه، بل بوابة للتواصل الحقيقي، والتجربة العاطفية، والمشاركة الثقافية النشطة.

لماذا تُعدّ السينما تجربة فريدة لهذا الجيل؟

رغم ارتباطهم الوثيق بالتكنولوجيا، يجد أفراد جيل Z في السينما ملاذًا حقيقيًا. الإناث يفضلنها كخيار ترفيهي أول، والذكور يضعونها في المرتبة الثانية بعد الألعاب الإلكترونية. السينما بالنسبة لهم وسيلة لتحسين المزاج، وزيادة المشاعر الإيجابية، والتعبير عن الذات في زمن الضجيج الرقمي.

صعود تيك توك.. نقطة التحول الكبرى في تسويق الأفلام

في الماضي، اعتمد نجاح الأفلام على النقاد والإعلانات. اليوم، أصبحت منصات مثل “تيك توك” اللاعب الأقوى، حيث يتفاعل جيل Z مع التريلرات والميمات والتحديات المتعلقة بالأفلام بشكل أسرع من أي حملة تسويقية تقليدية.

جيل Z.. صانع المحتوى والمستهلك في آن واحد

جيل Z هو الجيل الذي كسر الحواجز بين الجمهور وصنّاع السينما. فهم ليسوا مجرد مشاهدين، بل منتجون، يخلقون محتوى، ويناقشون، ويوجّهون دفة النقاش العام. المحتوى الذي يُنتج على أيديهم يتفوق في تأثيره على إنتاجات استوديوهات ضخمة.

إعادة تعريف السرد السينمائي

هذا الجيل يطالب بتنوع حقيقي وشخصيات تمثل الواقع بجوانبه كافة. الشمولية والعدالة والهوية أصبحت عناصر لا غنى عنها في أي سيناريو ناجح. ولهذا، أصبحت شركات الإنتاج مجبرة على الإصغاء، بل والتكيّف بسرعة غير مسبوقة.

كيف غيّر جيل Z مفاهيم النجاح السينمائي؟

تفاعل الجمهور هو كل شيء: النجاح لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بمدى التفاعل الثقافي والاجتماعي الذي يخلقه الفيلم.

وسائل التواصل هي القائد الحقيقي: تيك توك ليس منصة ترويجية فحسب، بل ميدان اختبار حقيقي لردود الأفعال الجماهيرية.

قوة القيم: العدالة، الشفافية، والتمثيل الحقيقي أصبحت كلمات المرور للنجاح في عيون هذا الجيل.

الجمهور هو المسوّق: لم يعد الجمهور هدفًا للإعلانات بل هو المحرك الأساسي لمسار الفيلم وانتشاره.

في عصر السينما الجديد: من لا يفهم جيل Z.. سيخسر اللعبة!

جيل Z لم يعد جمهورًا عابرًا، بل شريكًا حقيقيًا في صنع القرار السينمائي، من فكرة الفيلم إلى انتشاره العالمي. من يفهم معادلتهم، ويراهن على أصالتهم، سيكتب مستقبل السينما.