
من كردفان
لندن – اليوم ميديا
تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات كردفان الثلاث، وسط تصعيد عسكري لافت يُنذر باتساع رقعة الصراع في غرب البلاد.
فجر اليوم الاثنين، استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع مدينة الأبيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في ثاني هجوم من نوعه خلال أقل من أربعة أيام. وقد سبق هذا الهجوم استهداف مماثل أول أيام عيد الأضحى، طال مرافق مدنية داخل المدينة، دون الإعلان عن حصيلة دقيقة للخسائر حتى الآن.
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه مناطق كردفان الثلاث (شمال، جنوب، وغرب) تحشيدًا عسكريًا واسعًا، بعد أن بسط الجيش السوداني سيطرته الكاملة على الخرطوم، مما دفع بالمعارك غربًا نحو مناطق غنية بالنفط والبنية التحتية الحيوية.
ويمثل طريق الإنقاذ الغربي الرابط بين العاصمة والولايات الغربية محورًا استراتيجيًا في العمليات الجارية. فالجيش السوداني يسعى لتحويل هذا الطريق إلى معبر لتقدمه باتجاه إقليم دارفور، فيما تعتبره قوات الدعم السريع خط دفاع متقدم وحاسم لمنع أي اختراق جديد نحو معاقلها.
وفي غرب كردفان، اندلعت معارك طاحنة في مدن الخوي والنهود، أسفرت عن تبادل السيطرة بين الطرفين، قبل أن تُحكم قوات الدعم السريع قبضتها عليهما. أما مدينة بابنوسة، التي تضم مقر الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش، فقد صدت هجمات متكررة شنتها الدعم السريع.
وفي شمال كردفان، تواصلت المعارك المتقطعة، خصوصًا حول مدينتي الأبيض والرهد، حيث تسعى قوات الدعم السريع للتقدم من معاقلها في بارا، بينما يحاول الجيش السوداني تحجيم تمددها وتأمين محاور الوصول نحو جنوب كردفان.
أما جنوب كردفان، فشهدت جبهة جديدة من القتال بين الجيش من جهة، وتحالف قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو من جهة أخرى. وتمكن الجيش مؤخرًا من استعادة السيطرة على مناطق الدبيبات والحمادي، لكن الدعم السريع عاود التقدم واستعاد زمام المبادرة، وسط معارك عنيفة في محيط الدلنج وكادقلي.
ويبدو أن الجيش أحرز تقدمًا نوعيًا في شرق الولاية، خاصة في منطقة أم دحيليب، مهددًا بذلك كاودا، المعقل الاستراتيجي للحركة الشعبية، ما قد يفتح فصلاً جديدًا في الصراع المعقد بجنوب كردفان.