
تعبيرية
لندن – اليوم ميديا
كشفت دراسة حديثة أن نحو 95٪ من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي، في حين أشار أكثر من الثلث إلى أنهم يستخدمونها “على نحو شبه دائم”، وفق استطلاع رأي أجراه مركز “بيو” للأبحاث عام 2022.
ورغم أن هذه التطبيقات تتيح فرصًا للتواصل والانفتاح، إلا أن الإفراط في استخدامها بات يثير القلق، بعد أن رُصدت مؤشرات متزايدة على تدهور الصحة النفسية لدى فئة الشباب، فيما أصبح ما يُعرف بـ”الضيق الرقمي” أو “القلق الرقمي” أحد أبرز الاضطرابات النفسية في العصر الحديث.
🔴 وفي هذا السياق، توصلت دراسة لشركة “ديلويت” إلى أن إدمان الهواتف الذكية بلغ مستويات غير مسبوقة منذ عام 2016، حيث بلغ عدد مستخدمي “فيسبوك” النشطين آنذاك 1.86 مليار مستخدم، أي ما يعادل اثنين من بين كل سبعة أشخاص في العالم. وتشير فيسبوك إلى أن المستخدمين يقضون نحو 50 دقيقة يوميًا على المنصة، وهو وقت كفيل بتشتيت الانتباه وتعطيل الإنتاجية.
ويؤكد البروفيسور “ستيفان هوفمان”، أستاذ علم النفس في جامعة بوسطن، أن الابتعاد المفاجئ عن مواقع التواصل قد يثير قلقًا نفسيًا حادًا لدى البعض، ويخلق لديهم رغبة قهرية في العودة إليها، في حالة تُعرف بـ”القلق الرقمي”، المرتبط بالخوف من فقدان الاتصال الدائم بالعالم.
ويحذّر هوفمان من أن الإحساس السلبي المرتبط بالاستخدام المتواصل لهذه المنصات، والفشل في التوقف عن التعلّق بها، يمكن أن يعزز مشاعر الاكتئاب وخيبة الأمل والحزن، خصوصًا عند فئة المراهقين الذين لا يزالون في مراحل بناء وعيهم النفسي والاجتماعي.
في ظل هذا الواقع، تتزايد الحاجة إلى نشر الوعي الرقمي بين الأسر والمربين، ووضع قواعد واضحة لاستخدام التكنولوجيا، وتوفير بيئة رقمية آمنة ومتوازنة تحمي الصحة النفسية لأبنائنا.