هل ينجح محمد بن سلمان في نزع فتيل الحرب بين إسرائيل وإيران؟

تحليل – اليوم ميديا
في خضم التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحرّكًا دبلوماسيًا واسعًا في محاولة لاحتواء الأزمة ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، قد تكون الأخطر منذ عقود. تحركات تأتي في لحظة حرجة، حيث يقف الشرق الأوسط على شفير حرب إقليمية كبرى.
اتصالات رفيعة المستوى
خلال 48 ساعة الماضية،، أجرى ولي العهد السعودي سلسلة مكالمات هاتفية مع قادة كل من الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، تركيا، وإيران، ناقش خلالها سبل تهدئة التوتر والتأكيد على أهمية تغليب الحلول السياسية والحوار على المواجهات العسكرية.
وبحسب مصادر دبلوماسية سعودية، فقد شدد الأمير محمد بن سلمان في اتصالاته على “ضرورة وقف التصعيد العسكري فورًا، ومنح الجهود الدبلوماسية فرصة حقيقية لحماية أمن المنطقة وشعوبها”.
السعودية توازن على الحبل الدقيق
يرى المحلل السعودي الدكتور عبدالله الحربي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الملك سعود، أن “الرياض باتت تتعامل مع الأزمة من موقع مختلف تمامًا عما اعتدناه. إنها تطرح نفسها كوسيط إقليمي موثوق قادر على مخاطبة جميع الأطراف”.
وأضاف: “ولي العهد يدرك أن أي مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران ستنعكس بشكل مباشر على أمن الخليج، وعلى أسواق النفط العالمية، ولذلك يتحرك بقوة قبل فوات الأوان”.
هدف سعودي واضح: لا لحرب جديدة
في ضوء الارتدادات الخطيرة المحتملة لأي صدام مباشر، بات واضحًا أن المملكة تهدف إلى:
- منع توسع رقعة الحرب لتشمل دولًا أخرى في المنطقة، خاصة في الخليج.
- تجنيب أسواق الطاقة مزيدًا من الاضطرابات.
- الحفاظ على المكتسبات التنموية التي تحققت في إطار رؤية السعودية 2030.
- تأكيد موقع السعودية كصاحبة قرار إقليمي ودولي في زمن الأزمات.
🧠 محللون غربيون: “بن سلمان هو اللاعب الأذكى”
وفي تعليق لـ”اليوم ميديا”، قال الباحث البريطاني في مركز ستراتفورد للدراسات الأمنية جوناثان ريد، إن “الأمير محمد بن سلمان يتحرك بديناميكية لافتة في وقت تبدي فيه العواصم الكبرى ارتباكًا واضحًا. هو الآن الصوت العاقل في منطقة تغلي”.
بدورها، رأت الخبيرة الفرنسية إيميلي كارتر أن “جهود الرياض لا تنبع فقط من حسابات أمنية، بل من رغبة حقيقية في إعادة رسم التوازنات الإقليمية بعيدًا عن منطق الحرب”.
اتصال بطهران.. الرسالة وصلت
المفاجأة الكبرى كانت اتصال ولي العهد بالرئيس الإيراني، وهي خطوة فسّرها مراقبون بأنها “محاولة جادة لفتح قناة تواصل مباشرة، وإعادة طهران إلى دائرة الدبلوماسية بدلًا من المواجهة العسكرية مع إسرائيل”.
ويُعتقد أن السعودية عرضت دعمها لمبادرة إقليمية تتضمن وقفًا متبادلًا للأعمال العدائية، بضمانات دولية.
السعودية ترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط؟
في وقت يتحدث فيه العالم عن “شرق أوسط جديد”، تبدو الرياض اليوم مؤهلة لقيادة مرحلة “نزع الفتيل” بدلاً من إذكاء النار. وبينما تنشغل قوى كبرى في الحسابات العسكرية، تفضّل السعودية اليوم أن تلعب دور “صانع السلام”.