
من إسرائيل
لندن – اليوم ميديا (خاص)
في تصعيد غير مسبوق، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن أحد الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت خلال الجولة الأخيرة من المواجهات سقط مباشرة على معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب، فجر الأحد.
ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن الهجوم لم يخلّف خسائر بشرية مباشرة، لكنه اعتُبر “ضربة رمزية واستراتيجية لأحد أعمدة التفوق العلمي والأمني الإسرائيلي”.
ما هو معهد وايزمان؟
يُعد معهد وايزمان واحدًا من أهم مراكز الأبحاث العلمية في العالم، وتعود جذوره إلى عام 1934 عندما أنشأه حاييم وايزمان تحت اسم “معهد دانيال سيف”. وفي عام 1949، تم تغيير اسمه تكريمًا لمؤسسه، الذي أصبح أول رئيس لدولة إسرائيل.
يحتضن المعهد أكثر من 2500 باحث وطالب دكتوراه، وينشط في مجالات دقيقة تشمل:
🔬 الفيزياء
🧬 البيولوجيا
🧪 الكيمياء
📊 علوم البيانات والحوسبة
ويضم أكثر من 30 مختبرًا علميًا متقدمًا، إضافة إلى مكتبة بحثية ضخمة ومرافق سكنية وبنى تحتية للطلبة.
هدف يتجاوز العسكر
ورغم تصنيفه كصرح أكاديمي، إلا أن معهد وايزمان يُنظر إليه في الأوساط الأمنية على أنه جزء من البنية التحتية للمنظومة العسكرية الإسرائيلية، لما يوفره من دعم معرفي وتقني مباشر للجيش، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الدقيقة.
وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني البريطاني دانيال كروس، في تصريح لـ"اليوم ميديا" من لندن:
"قصف معهد وايزمان هو رسالة ذكية وخطيرة من طهران... إيران لا تستهدف فقط الدبابات والطائرات، بل البنية العقلية التي تنتجها وتطورها."
هجوم سيبراني أم ضربة صاروخية؟
في حين أكدت إسرائيل أن الضرر ناتج عن ضربة صاروخية مباشرة، لم تستبعد بعض المصادر الأمنية أن تكون إيران قد جمعت بين الهجومين: الحركي والسيبراني، في محاولة لإحداث ارتباك داخل المؤسسات البحثية والعسكرية.
ويعلّق الباحث الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط أليكس بيرنارد قائلًا:
"إيران اختارت هدفًا استراتيجيًا بامتياز... في نظرها، معهد وايزمان لا يقل أهمية عن مفاعل نووي أو قاعدة جوية."
مكاسب رمزية كبيرة لإيران
ويرى محللون غربيون أن هذا الهجوم يمنح إيران مكاسب رمزية ومعنوية في ساحة المواجهة، حيث يُظهر قدرتها على استهداف مراكز التفوق الإسرائيلي من دون الدخول في مواجهة شاملة بعد.
ويقول المحلل الأمريكي جوناثان رايت، المتخصص في الدراسات الاستراتيجية:
"ضرب منشأة مثل وايزمان يحمل رسائل إلى الداخل الإسرائيلي والخارج الدولي بأن إيران باتت تمتلك بنك أهداف غير تقليدي، يشمل البنية الذهنية والتفوق المعرفي."
خلاصة
الهجوم على معهد وايزمان ليس فقط صفعة بحثية أو أكاديمية، بل تحول في قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، يفتح المجال أمام مرحلة جديدة من الحرب النفسية والعقلية، تسبق أو ترافق المعركة التقليدية.