
الدخان يتصاعد في طهران إثر قصف إسرائيلي السبت
فيما يشتدّ التصعيد بين إسرائيل وإيران، وتشتعل الجبهات بالصواريخ والمواقف المتضاربة، تعود إلى الأذهان مشاهد الحرب على العراق عام 1991. تقارير استخباراتية وتسريبات دبلوماسية تثير تساؤلات خطيرة: هل يقرع الغرب طبول الحرب من جديد؟ وهل تكرر واشنطن سيناريو إسقاط بغداد، لكن هذه المرة في طهران؟

أوجه الشبه.. من الكويت إلى الخليج
التحالف الدولي المحتمل: كما اجتمع العالم بقيادة واشنطن لتحرير الكويت، فإن سيناريو مشابه يتشكّل اليوم، وإن كان في مراحله الغامضة، حيث تتحدث مصادر دبلوماسية عن محادثات أميركية-أوروبية سرية لتنسيق رد عسكري موسع ضد إيران، بمشاركة محتملة من الناتو ودول الخليج.
القيادة الأميركية
لا تزال واشنطن القوة المحركة لأي تحرك عسكري. رغم أن الرئيس ترامب -العائد إلى السلطة- أبدى تحفظًا علنيًا على “التورط المباشر”، إلا أن تحركات الجيش الأميركي في المنطقة، وتقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي لإسرائيل، يؤكد دورًا قياديًا لا لبس فيه.

الأهداف العسكرية
تحرير الكويت بالأمس، أما اليوم فإضعاف إيران النووية، وتحجيم قوتها الصاروخية، وإنهاء نفوذها الإقليمي عبر وكلائها في لبنان والعراق واليمن.
العمليات البرية والجوية
حرب الخليج بدأت من السماء وانتهت على الأرض. ومع تعقيدات الجغرافيا الإيرانية وتضاريسها الجبلية، يترجّح أن تكون أي حملة جديدة جوية بالدرجة الأولى، وربما أطول وأعقد بكثير.

ما الذي يغيّر المعادلة؟
إيران ليست العراق: الجيش الإيراني اليوم أقوى، يتمتع بترسانة صاروخية متقدمة، ونفوذ إقليمي كبير. وخلافًا للعراق المعزول في التسعينات، تتمتع إيران بعلاقات نشطة مع قوى كبرى كروسيا والصين.
الحرب غير المتماثلة

من الهجمات السيبرانية إلى استهداف المصالح الغربية عبر وكلاء، لا تتقن أي دولة في المنطقة “فن الإزعاج” كما تفعل إيران، ما يجعل أي مواجهة مكلفة وغير متوقعة.
الديناميات الإقليمية: طهران رسّخت نفوذها في العراق وسوريا ولبنان، ما يعقّد أي تحالف ضدها، ويهدد بجعل أي تدخل عسكري إقليميًا لا محليًا.
🧭 السيناريوهات المحتملة: من التصعيد إلى التسوية
- تصعيد مباشر: انخراط عسكري غربي واسع، بدعم لوجستي واستخباراتي لإسرائيل، وشبه حصار مالي خانق على إيران.
- حرب بالوكالة: استمرار الصراع عبر وكلاء، واستهداف المصالح الغربية في المنطقة، بما فيها البنوك والشركات.
- تسوية تفاوضية: تشير تقارير إلى استعداد إيران للجلوس على الطاولة، ما قد يفتح الباب لخفض التصعيد… إنما بثمن.
ماذا يقول العالم؟
بيان مجموعة السبع: تفادى إدانة إسرائيل رغم الهجوم الاستباقي على إيران، وركّز على “قلقه من سلوك طهران”. هذا الانحياز الدبلوماسي، رغم خطورته، يعكس حجم النفوذ الأميركي في صياغة المواقف الدولية.

البيت الأبيض: مستشارو ترامب لا يبدون ميلاً لحرب شاملة، لكنهم يشرفون على الدعم المباشر لإسرائيل عبر الأقمار الصناعية، وتقديم الأسلحة الدقيقة.
خلاصة: حربٌ بلا جنود؟
قد لا ترى الحرب الغربية على إيران جنودًا على الأرض كما حدث في العراق، لكنها بدأت فعليًا في السماء، وفي ممرات البنوك، وعلى شاشات القراصنة. وحدها الأسابيع القادمة ستكشف: هل تطلق طهران صفارة النهاية عبر التفاوض؟ أم تشتعل الحرب التي لن تبقي شيئًا على حاله في الشرق الأوسط؟
تحقيق تحليلي: جوناثان ريد وإيميلي كارتر – لـ “اليوم ميديا”