
من حدود باكستان وإيران - (غيتي)
مع تصاعد حدة التوترات بين إيران وإسرائيل، يبرز تحالف باكستان وإيران كعامل فاعل لا يمكن تجاهله على الصعيدين السياسي والاقتصادي. يمتد تأثير هذا التحالف ليصل إلى مراكز صنع القرار العالمية، ويعيد تشكيل موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم. في هذا التحليل، نستعرض تداعيات هذا التحالف على السياسة العالمية والاقتصاد الإقليمي، مستندين إلى آراء خبراء وهميين من مختلف المناطق.
التأثير على السياسة العالمية: توازن القوى وإعادة تشكيل التحالفات
يرى الدكتور مارك أندرسون، الخبير في العلاقات الدولية بمركز الدراسات الإستراتيجية بواشنطن، أن:
“تحالف باكستان وإيران يمثل تهديدًا للنموذج التقليدي للتحالفات في الشرق الأوسط. إذ يُجبر القوى العالمية، مثل الولايات المتحدة وروسيا، على إعادة تقييم مواقفها من الصراعات الإقليمية، خاصة مع دخول لاعب مهم مثل باكستان في المعادلة.”
ويضيف أندرسون:
“هذا التحالف قد يدفع بعض الدول الإقليمية، خصوصًا في الخليج، إلى تقوية روابطها مع القوى الغربية، مما يعيد تشكيل الخارطة السياسية ويزيد من فرص التصعيد أو التوترات.”
من جهة أخرى، يؤكد المحلل الآسيوي ريان تشن، من معهد الدراسات الآسيوية في بكين:
“باكستان تستخدم علاقاتها مع إيران كجزء من استراتيجية أوسع لموازنة النفوذ الإقليمي، لا سيما في ظل المنافسة مع الهند وتوترات أفغانستان. وهذا ينعكس على السياسة العالمية من خلال تعقيد المشهد وتحولها إلى صراع متعدد الأبعاد.”
التأثير الاقتصادي: مضاعفات على أسواق النفط والطاقة
التحالف بين باكستان وإيران يمتد أيضًا إلى المجال الاقتصادي، خصوصًا مع أهمية إيران كمصدر رئيسي للنفط والغاز. حسب الخبير الاقتصادي الوهمي جوناثان كيلر، من مركز الدراسات الاقتصادية بلندن:
“أي دعم لوجستي أو سياسي من باكستان لإيران قد يساهم في تعزيز قدرة طهران على تجاوز العقوبات الاقتصادية الغربية، خاصة في مجال صادرات الطاقة.”
ويضيف كيلر:
“هذا الأمر يخلق توترًا في أسواق النفط العالمية، إذ أن استمرار التصعيد في مضيق هرمز وتأثيره على تدفقات النفط قد يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار، ما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.”
كما يرى الخبير الاقتصادي الآسيوي هي تشانغ:
“باكستان يمكن أن تلعب دورًا في تحسين شبكات النقل والطاقة بين إيران وجيرانها في آسيا الوسطى وجنوب آسيا، مما يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي ويقلل من اعتماد دول المنطقة على القوى الغربية.”
3. فرص وتحديات مستقبلية
بالرغم من المخاطر والتحديات، يرى المحلل السياسي الباكستاني أحمد رضا أن:
“التحالف مع إيران يفتح أمام باكستان فرصًا لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، خصوصًا إذا ما نجحت في لعب دور الوسيط في الصراعات، مما يمنحها ثقلًا دبلوماسيًا أكبر.”
ومع ذلك، يحذر أحمد من:
“أن تشدد المواقف قد يدفع المنطقة إلى دوامة تصعيد لا نهاية لها، مع مخاطر شاملة على الاستقرار السياسي والاقتصادي.”
خاتمة
تحالف باكستان وإيران ليس مجرد علاقة ثنائية تقليدية، بل هو محور استراتيجي ذو تأثيرات متشعبة على السياسة العالمية والاقتصاد الإقليمي. مع تصاعد الصراعات، يبقى هذا التحالف ركيزة هامة في إعادة تشكيل موازين القوى، وفرصة حقيقية أمام باكستان لتعزيز دورها على الساحة الدولية، لكنها في الوقت ذاته تحمل تحديات كبيرة قد تؤثر على استقرار المنطقة والعالم.
تحليل سياسي | لندن – اليوم ميديا