
المفاعل النووي في محطة بوشهر للطاقة النووية
يتزايد القلق في دول الخليج العربية بشكل لافت بسبب احتمالية وقوع تلوث نووي نتيجة هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، إلى جانب مخاوف من ردود انتقامية قد تستهدف مصالح أميركية وعربية في المنطقة.
في سلطنة عُمان، انتشرت عبر تطبيقات المراسلة تعليمات الطوارئ التي تحث السكان على اللجوء إلى أماكن مغلقة محكمة الإغلاق، مع إيقاف أنظمة التكييف والتهوية، في حال وقوع حادث نووي. أما في البحرين، فقد بدأت السلطات بتجهيز 33 ملجأً للطوارئ، واختبار صفارات الإنذار على نطاق واسع، في مؤشرات واضحة على الاستعداد لأي طارئ.
ووفقًا لتقارير شبكة سي إن إن (CNN) الأميركية، تعتبر محطة الطاقة النووية في بوشهر، الواقعة على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران، المصدر الوحيد للطاقة النووية الإيرانية، وهي الأقرب إلى دول الخليج المتحالف معها الولايات المتحدة مقارنة بطهران نفسها. هذا الأمر يرفع من حدة المخاوف، خاصة مع تأكيد خبراء على أن أي تسرب إشعاعي قد يلوث مياه الخليج الحيوية، التي تعتمد عليها نحو 60 مليون نسمة في المنطقة.
إلهام فخرو، الزميلة في مبادرة الشرق الأوسط بكلية كينيدي بجامعة هارفارد، قالت: "القلق منتشر، ليس فقط من التلوث البيئي، بل وأيضاً من احتمال استهداف المنشآت العسكرية الأميركية في دول الخليج، وهو ما قد يؤدي إلى أضرار بالمدنيين وإغلاق المجال الجوي لفترة طويلة".
وفي ظل التصعيد، أطلق مجلس التعاون الخليجي تحذيرات قوية، وفعّل مركز إدارة الطوارئ في الكويت لضمان اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. كما حذّر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد من "مخاطر الأعمال المتهورة التي قد تتجاوز حدود إيران وإسرائيل"، فيما حذر متحدث رسمي قطري من ضربات "غير محسوبة" قد تؤثر على مياه الخليج.
محمد آل ثاني، رئيس وزراء قطر، أكد في مقابلة سابقة أن تلوث مياه الخليج جراء ضرب محطة بوشهر النووية سيكون كارثياً، موضحاً أن "المياه ستكون ملوثة بالكامل، ولن يبقى لا ماء، ولا أسماك، ولا حياة".
في الوقت ذاته، تبدي دول الخليج ثقة نسبية بقدرتها على إدارة الأزمة، بينما يترقب المواطنون بحذر مشهد التصعيد، مع مخاوف متزايدة من تأثير الحرب على الحياة اليومية، خصوصاً في ظل اعتماد دول المنطقة الكبيرة على مياه البحر المحلاة.
أما في الجانب الأميركي، فتشير مصادر إلى أن الرئيس دونالد ترامب يدرس خيارات عسكرية محتملة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، رغم أنه لا يزال منفتحاً على الحل الدبلوماسي إذا قدمت طهران تنازلات.
المصدر: لندن - اليوم ميديا