image

تجمع الناس خارج منطقة تعرضت لغارة إسرائيلية في طهران

أثارت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد إيران تساؤلات غربية متصاعدة حول مصير القيادة الإيرانية، وخاصة ما يتعلق بمستقبل منصب المرشد الأعلى إذا تم اغتيال آية الله علي خامنئي، كما لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا.

فبعد موجة من الاغتيالات طالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين إيرانيين، أطلق نتنياهو تحذيرًا صريحًا بأن خامنئي قد يكون “الهدف التالي”، في إشارة إلى توسع عمليات إسرائيل داخل العمق الإيراني.

من جهته، رفض خامنئي الدعوات الأميركية لوقف التصعيد، مؤكدًا أن أي تدخل عسكري مباشر من واشنطن “سيُحدث ضررًا لا يمكن إصلاحه”. وجاء هذا الرد بعد تصريحات مثيرة للجدل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيها: “نحن نعرف مكان خامنئي… لكننا لن نتحرك الآن، على الأقل في الوقت الحالي”.

هل يكون مجتبى خامنئي الخليفة المحتمل؟

في خضم هذه الأجواء المتوترة، أعادت تقارير إعلامية غربية تسليط الضوء على اسم مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى، بوصفه المرشح الأبرز لخلافة والده في حال تم اغتياله أو توفي فجأة. وعلى الرغم من كونه رجل دين متوسط الرتبة، إلا أن له نفوذًا واسعًا في دوائر صنع القرار في طهران، خصوصًا من خلال علاقاته المتينة مع الحرس الثوري والنخبة الدينية المحافظة.

بحسب مصادر تحدثت سابقًا لـ”رويترز”، يتمتع مجتبى بشبكة علاقات قوية داخل المؤسسة الدينية والأمنية، رغم ندرة ظهوره العلني، وهو ما ظهر جليًا خلال مشاركته في فعاليات “يوم القدس” بطهران عام 2019.

خلافة المرشد.. صراع خفي ومؤسسات غامضة

رغم النفوذ الظاهر لمجتبى، فإن مجلس الخبراء — الجهة الدستورية المخولة باختيار المرشد الأعلى المقبل — استبعد اسمه رسميًا من قائمة المرشحين قبل ستة أشهر فقط. غير أن مصادر مقربة من دوائر صنع القرار أشارت إلى وجود “ضغوط خلف الكواليس” من رجال دين نافذين لإعادة طرح اسمه مجددًا.

وبينما يرى بعض المراقبين أن خامنئي نفسه يعارض “الحكم الوراثي” — في بلد أطاح قبل عقود بالنظام الملكي — إلا أن غياب الشفافية، وتداخل القوى بين المؤسسات الدينية والعسكرية، يجعل من الصعب استبعاد مجتبى بالكامل من سباق الخلافة.

غياب التوافق وخطر الفراغ

في تقرير سابق لصحيفة وول ستريت جورنال، عبّر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون عن قلقهم من غياب توافق داخلي في إيران حول من سيخلف خامنئي، وهو ما قد يقود إلى فوضى سياسية داخل النظام، ويُضعف قبضته في الداخل والخارج، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية والعسكرية المتراكمة.

وبينما يتصاعد الصراع المفتوح مع إسرائيل، تبقى مرحلة ما بعد خامنئي لغزًا غامضًا ومفصليًا في مستقبل الجمهورية الإسلامية، وسط تكهنات متزايدة حول سيناريوهات متعددة قد تعيد تشكيل النظام برمّته.

المصدر: تحليل سياسي من لندن – اليوم ميديا