image

رجل يحمل فتاة مصابة بعد انفجار في وسط طهران

أثارت سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية المتزامنة التي استهدفت قيادات عسكرية واستخبارية بارزة وعلماء ذرة في إيران، فجر الجمعة الماضية، تساؤلات واسعة حول كيفية تنفيذها بهذه الدقة والسرعة. فهل كانت الهواتف المحمولة هي الحلقة الأضعف التي اخترق بها الموساد عمق النظام الإيراني؟

تطبيق تجسس يكشف المواقع حتى في وضع الإغلاق

في تقرير نشرته صحيفة معاريف العبرية، كُشف عن استخدام إسرائيل تطبيق تجسس إلكتروني متطور زرع في هواتف شخصيات إيرانية رفيعة، ما مكّن الاستخبارات الإسرائيلية من تحديد مواقعهم بدقة عالية حتى في حال إيقاف تشغيل الهواتف.

هذا الأسلوب، وفق التقرير، هو نفسه الذي استخدم في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أواخر يوليو 2024، أثناء وجوده في طهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وأكدت وكالة فارس الإيرانية هذه المعلومات، مشيرة إلى أن الموساد اعتمد على “تطبيقات الهواتف الذكية” لتحديد مواقع القيادات والعلماء داخل البلاد.

موجة اغتيالات غير مسبوقة.. والموساد على الأرض

الضربات الإسرائيلية بدأت بعرض مقطع فيديو يُظهر عملاء محليين تابعين للموساد وهم يعدّون طائرات مسيّرة للإقلاع من داخل الأراضي الإيرانية. ورغم ذلك، يبقى السؤال المركزي: كيف تم تحديد أماكن القيادات بهذا التنسيق المحكم؟

الإجابة بحسب المراقبين، تكمن في الاختراق الرقمي الصامت، الذي مكّن إسرائيل من تنفيذ هجمات جراحية بتكلفة منخفضة ودقة مدهشة.

أوامر عاجلة لتسليم الهواتف

في محاولة لاحتواء الأزمة، أفادت تقارير إعلامية بصدور تعليمات عاجلة من المؤسسة العسكرية الإيرانية تطالب جميع الضباط والمسؤولين الحكوميين، وحتى أفراد عائلاتهم، بتسليم هواتفهم المحمولة لتفادي تكرار الاستهداف. وتشير المعلومات إلى أن التطبيق الإسرائيلي المستخدم قادر على إرسال إحداثيات المواقع حتى بدون تشغيل الجهاز، ما يُعد خرقًا خطيرًا للبنية الأمنية الإيرانية.

قائمة اغتيالات صادمة

وكانت إسرائيل قد أعلنت، يوم الاثنين، استهداف:

رئيس استخبارات الحرس الثوري محمد كاظمي

نائبه محمد حسن محقق

رئيس استخبارات فيلق القدس محسن باقري

نائبه أبو الفضل نيهوي

كما أودت الضربات بحياة:

القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي

رئيس الأركان محمد باقري

قائد القوات الجوية علي حاجي زاده

مساعد المرشد الأعلى علي شمخاني و9 من كبار علماء الذرة

وفي تصريح صريح، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة فوكس نيوز: "هاجمنا قياداتهم العليا، وقبل لحظات نلنا من رئيس الاستخبارات ونائبه في طهران."

قراءة في العمق

يرى محللون أن تل أبيب تُحدث نقلة نوعية في أدوات الحرب الحديثة، حيث تُسند الصواريخ إلى الذكاء الرقمي بدلًا من الجواسيس الميدانيين فقط. بينما تخوض إيران حربًا مفتوحة على جبهات متعددة، يبدو أن المعركة السيبرانية قد أوقعتها في شِراكها من الداخل.

المصدر: لندن - اليوم ميديا