
جنود الحرس الثوري الإيراني
في سابقة غير معهودة، بث الإعلام الإسرائيلي تسجيلات لمكالمات هاتفية قالت إنها جرت بين عناصر من الاستخبارات الإيرانية ومسؤولين ونواب في إسرائيل، حملت تهديدات مباشرة بـ”الدمار الكامل” و”إبادة إسرائيل”، فيما وصفه مراقبون بحرب نفسية جديدة تدور بالتوازي مع التصعيد العسكري والمعلوماتي بين تل أبيب وطهران.
الاتصالات التي أجريت بالعبرية – مع ركاكة لغوية واضحة – وصلت إلى شخصيات بارزة من مختلف التيارات السياسية الإسرائيلية، بينها يهودا فالد، المدير العام لحزب “الصهيونية الدينية” الائتلافي، والنائبة شلي طال ميرون، من حزب “هناك مستقبل” المعارض، ما يشير إلى استهداف عشوائي يهدف لتأثير نفسي شامل، يتجاوز الاعتبارات الحزبية.
في أحد التسجيلات، يقول المتصل لفالد:
“أعتقد أنه من الأفضل لك البقاء في الملجأ… لماذا تمكث بالخارج يا سيد فالد؟”
بينما ورد في مكالمة أخرى لمكتب ميرون:
“اليوم عليك أن تنتظر صواريخنا… سنواصل الحرب حتى إبادة إسرائيل… أعتقد أنك بحاجة إلى حفاض!” (قبل أن ينفجر بالضحك).
أهداف واضحة:
تحمل هذه المكالمات أبعادًا استراتيجية، يعتقد خبراء أنها تهدف إلى:
- إثبات قدرة طهران على التسلل السيبراني واختراق الخصوصيات الإسرائيلية.
- إظهار امتلاك الاستخبارات الإيرانية لمعلومات دقيقة عن حياة المسؤولين الإسرائيليين.
- تأكيد بقاء الجهاز الاستخباراتي الإيراني فاعلًا رغم الحرب.
- التأثير النفسي طويل الأمد على متخذي القرار في إسرائيل.
ورغم أن الجانب الإسرائيلي تعامل مع بعض المكالمات بسخرية، مشيرًا إلى “أخطاء لغوية مضحكة”، إلا أن محللين إسرائيليين حذروا من المرحلة الجديدة من الحرب النفسية التي قد تتطور إلى اختراقات أخطر.
💬 الخلاصة:
في الوقت الذي تتبادل فيه إسرائيل وإيران الصواريخ والطائرات المسيّرة، فتحت الاستخبارات الإيرانية جبهة جديدة: جبهة الهاتف. قد تبدو تافهة في ظاهرها، لكنها قد تزرع الشك والقلق في نفوس صناع القرار الإسرائيليين، وتختبر قدرتهم على التماسك تحت الضغط المتواصل.
ربيع يحيى – لندن | اليوم ميديا