
رغم التقدم الطبي، لا يزال علاج العديد من الأمراض النفسية بعيد المنال (الغارديان)
كوب من القهوة، تصفّح سريع للهاتف، ثم ساعات طويلة من التحديق في الشاشة... قد تبدو تفاصيل عادية في يومنا المعاصر، لكنها، وفق دراسات علمية حديثة، قد تكون بوابة صامتة لتلف الدماغ!
إدمان الشاشة: القاتل الخفي للعقل
بحسب تقرير حديث نشرته “جورنال أوف نيوروساينس”، فإن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية، وخاصة قبل النوم، يُسهم بشكل مباشر في إضعاف قدرات الدماغ المعرفية، ويؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز، ويزيد من احتمالات الإصابة بالخرف في سن مبكر.
الدراسة التي أجريت على أكثر من 2500 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا، كشفت أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًا أمام الشاشات (هاتف، كمبيوتر، تلفاز)، يعانون من تراجع بنسبة 20% في سرعة المعالجة الذهنية، وخلل في التواصل العصبي بين خلايا الدماغ.
قلة النوم.. العدو الذي لا يرحم
العادة الأخطر المرتبطة بالشاشات، كما يقول البروفيسور جيمس والكر من جامعة كاليفورنيا، هي الحرمان من النوم الجيد. الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف يعطل إنتاج الميلاتونين، هرمون النوم الطبيعي، ما يؤدي إلى اضطراب في الإيقاع الحيوي للجسم، ويزيد من خطر الاكتئاب والقلق وضعف الانتباه.
هل من حل؟
الخبر الجيد أن الدماغ يتمتع بمرونة مدهشة. تقول الدكتورة لارا حنّا، أخصائية الأعصاب في لندن:
"بتغييرات بسيطة في العادات اليومية، يمكن للدماغ أن يتعافى تدريجيًا. تقليل وقت الشاشة، ممارسة التأمل، والنوم العميق... هذه ليست رفاهية، بل علاج حقيقي."
وأضافت أن القراءة الورقية، والتفاعل الاجتماعي المباشر، والمشي في الطبيعة، كلها "أنشطة تعيد توازن الدماغ وتغذي الخلايا العصبية بطريقة صحية."
من وحدة قضايا الفكر والمجتمع – لندن – اليوم ميديا