image

رسم تخطيطي للمسجد (أرشيفية) الغارديان

في خطوة غير مسبوقة أثارت جدلًا واسعًا بين مؤيدي التقنية ومعارضيها، أعلن مطورون عن تجربة فريدة بإطلاق خطبة جمعة تلقائية تُلقى عبر نموذج الذكاء الاصطناعي “شاتGPT”. هذه المبادرة تهدف إلى اختبار قدرة الذكاء الاصطناعي على أداء أدوار اجتماعية ودينية تقليدية.

التجربة الجديدة ستعرض خطبة جمعة مُعدة بالكامل عبر “شاتGPT” يوم الجمعة القادمة، في إطار فعالية تكنولوجية بثّت عبر الإنترنت، وقد أثارت ردود فعل متباينة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

في حين رحب البعض بفكرة دمج الذكاء الاصطناعي في المجال الديني باعتبارها “ثورة تقنية تسهل نقل المعرفة الدينية وتوسع نطاق الوصول”، عبر آخرون عن تخوفهم من فقدان الطابع الإنساني والعاطفي الذي يميز الخطباء التقليديين.

إمام الحي، الشيخ محمد العلي، عبّر عن غضبه واستيائه من هذا المشروع قائلاً:
"الدين رسالة روحية لا يمكن للآلات أن تؤديها، فالخطبة ليست مجرد كلمات بل قلب ينبض بالإيمان وتجربة إنسانية عميقة. لا أرى في هذه الخطوة إلا محاولة لتقليل احترام المقدسات وتحويلها إلى برمجة باردة."

خبير الذكاء الاصطناعي، الدكتور سامر عبد الله، قال في تصريح لـ"اليوم ميديا":
"هذا التجريب يُظهر إمكانات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، لكنه لا يغني عن الحس الإنساني ولا الارتباط الروحي الذي يحتاجه الناس. علينا أن نستخدم هذه التقنيات لتكملة دور الإنسان، لا استبداله."

في حين أوضحت الباحثة في دراسات الدين والتقنية، الدكتورة ليلى فارس، أن هذا المشروع يُمثل اختبارًا لفهمنا للعلاقة بين الدين والتكنولوجيا في العصر الرقمي، وأن النقاش حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الخطاب الديني سيحتاج إلى تشريعات واضحة تحترم الجوانب الروحية والثقافية.

هل نؤمن لخطيب آلي؟

يرى بعض الشباب، وهم الفئة الأكثر استخدامًا للتقنيات الحديثة، أن هذه الخطوة "مثيرة للاهتمام ومسلية"، لكنها تبقى تجربة أولى تحتاج إلى مزيد من التطوير لتنال القبول المجتمعي.

من وحدة المنوعات – لندن | اليوم ميديا