image

أنصار الحوثيين في صنعاء يحرقون العلمين الإسرائيلي والأمريكي تضامنًا مع الفلسطينيين وإيران (الغارديان)

في ظل الضربات الجوية الأميركية المكثفة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، يتصاعد السؤال الأكبر في أروقة السياسة الدولية: هل تستطيع إيران الرد بقوة؟ أم أن أدواتها الإقليمية تآكلت؟

رغم التصعيد الكلامي الذي تبنّته طهران عقب الهجمات، فإن أذرعها الإقليمية – والمعروفة بمحور المقاومة – أظهرت تردداً لافتاً في المشاركة بأي رد مباشر، مما يقيّد قدرات إيران الاستراتيجية.

فحتى الآن، لم ترد الميليشيات الموالية لإيران في العراق، أو سوريا، أو حتى حزب الله في لبنان، بشكل فعّال على ما جرى. ويؤكد محللون أن ذلك التردد – سواء بدافع الحذر أو الضعف – يضيق هامش المناورة أمام صناع القرار في طهران.

وحذّر الحرس الثوري الإيراني، في بيان بثّه التلفزيون الرسمي، من أن الولايات المتحدة “يجب أن تتوقع ردود فعل مؤسفة”، لكن حتى الآن اقتصر الرد العسكري على موجة صواريخ استهدفت إسرائيل، دون توسع في ساحة المواجهة.

وفق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن الجماعات الموالية لطهران، خصوصاً الحوثيين، أبدت استعدادًا للهجوم على المصالح الأميركية في البحر الأحمر، لكن تقارير استخباراتية تشير إلى أن قدراتها تآكلت بسبب الضربات السابقة واتفاقيات وقف إطلاق النار.

الخبير في شؤون الميليشيات الإيرانية مايكل نايتس أشار إلى أن الحوثيين هم الورقة الأقوى بيد إيران حالياً، ولكن أغلب الجماعات الأخرى – خصوصاً في العراق – تفضل التريث، تفاديًا لضربات أميركية قد تكون مكلفة.

أما حزب الله، الحليف الأبرز لطهران، فغاب عن المشهد. فبعد الخسائر الفادحة التي لحقت بقيادته ومخازنه الصاروخية إثر الغزو الإسرائيلي للبنان العام الماضي، بات الحزب عاجزًا عن الانخراط في معركة إقليمية كبرى.

وتشير الغارديان إلى أن الضربات الأميركية الأخيرة قتلت عدة قادة من الحرس الثوري كانوا يشرفون على تنسيق العمليات مع هذه الجماعات، مما أربك البنية التنظيمية لمحور المقاومة.

في المقابل، عززت الولايات المتحدة إجراءات الحماية في قواعدها المنتشرة بالمنطقة، وسط تحذيرات من تهديدات عالية المستوى ضد السفن الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويقول محللون إن التأخر في الرد من وكلاء إيران قد يدفع طهران إلى تنفيذ عمليات انتقامية غير تقليدية في الخارج، تمامًا كما فعلت سابقًا في لبنان أو الأرجنتين.

وبينما تراقب العواصم العالمية تحركات إيران، يُجمع خبراء الأمن الدولي أن الوقت لا يعمل في صالح طهران، فكل تأخير في الردّ يجعلها تبدو أضعف، ويؤكد أن أدواتها القديمة لم تعد فعالة في مشهد إقليمي متغير.

اليوم ميديا، موقع إخباري عربي شامل، يتناول أبرز المستجدات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية، ويتبع شركة بيت الإعلام العربي في لندن.