
الإطفاء والإنقاذ في إسرائيل
في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إيران وإسرائيل، تفرض السلطات الإسرائيلية رقابة مشددة على المشاهد التي تُظهر آثار القصف الإيراني داخل إسرائيل، وخاصة تلك التي تُبث عبر وسائل الإعلام الرسمية.
تُشرف على هذه الرقابة إدارة “مكتب الرقيب العسكري”، التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، والتي تحجب أي محتوى يُعتبر تهديدًا للأمن القومي.
من أين تأتي المشاهد المتداولة؟
مئات الفيديوهات التي تظهر لحظات سقوط الصواريخ، والدمار الذي خلفته، وكذلك فشل أنظمة الدفاع الإسرائيلية في بعض الحالات، يتم تصويرها ونشرها بواسطة مواطنين إسرائيليين عبر هواتفهم المحمولة. تنتشر هذه المقاطع بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي، لتصل إلى جمهور عالمي واسع، ويُستخدمها نشطاء إيرانيون وعرب وغربيون لتسليط الضوء على الوضع المتأزم في إسرائيل.
إيران تستخدم مقاطع الفيديو لتحسين دقة صواريخها
وفقًا لموقع “Israel Defense” العبري، فإن إيران تراقب بدقة مقاطع الفيديو التي ينشرها الإسرائيليون، لأنها تحتوي على معلومات حساسة تساعد في تحسين دقة توجيه الصواريخ، من خلال تحديد المواقع الدقيقة لسقوطها. تحتوي معظم الهواتف الذكية على خاصية تحديد المواقع (GPS)، مما يجعل كل صورة أو فيديو يحمل بيانات عن الموقع الجغرافي الذي تم التقاطه فيه.
تُظهر الفيديوهات أحيانًا لافتات أو علامات في الشوارع تؤكد المكان الدقيق لسقوط الصواريخ، مما يجعلها مصدرًا ثمينًا لتحسين أداء الصواريخ الإيرانية التي أصبحت أكثر دقة وقدرة على إصابة أهداف محددة خلال الأشهر الأخيرة.
“التريند” يحلّ محلّ الإغاثة
انتشرت ظاهرة موثقة عبر وسائل الإعلام العبرية، مفادها أن المواطنين الإسرائيليين أصبحوا يتسابقون لتوثيق مشاهد الدمار بدلاً من تقديم الإسعافات الأولية للمصابين. يتنافس الجميع على نشر الفيديوهات أولًا، ما يعزز شعور الهلع بين الجمهور ويؤثر سلبًا على الروح المعنوية للمجتمع الإسرائيلي، وهو ما يخدم في النهاية أهداف إيران في الحرب النفسية.
الخلاصة
مقاطع الفيديو التي يلتقطها الإسرائيليون عبر هواتفهم المحمولة حول سقوط الصواريخ الإيرانية تُستخدم من قِبل إيران لتحسين دقة ضرباتها، مما يرفع من خطورة الموقف على إسرائيل. في ظل هذا الواقع، قد تلجأ السلطات الإسرائيلية إلى تجريم نشر هذه المقاطع على شبكات التواصل الاجتماعي، لحماية الأمن القومي ووقف تسرب المعلومات الحساسة.
وحدة التقارير – لندن – اليوم ميديا