image

في تطور لافت يُشكك في فعالية الضربات الأميركية الأخيرة على إيران، كشفت شبكة CNN، استنادًا إلى أربعة مصادر مطلعة، أن التقييم الاستخباراتي الأميركي الأولي يؤكد أن المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني لم تُدمر، وأن الضربات قد تؤخره لبضعة أشهر فقط، لا أكثر.

ووفقًا للمصادر، فقد أعدت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) هذا التقييم غير المنشور، استنادًا إلى تقييم أضرار المعارك الذي أجرته القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) بعد الضربات التي استهدفت مواقع نووية في نطنز وفوردو وأصفهان.

لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سارع إلى الرد بقوة على تقرير الشبكة، قائلاً في منشور عبر منصة “تروث سوشيال”:

“لا تصدقوا أكاذيب CNN. الضربات الأميركية حققت أهدافها بدقة غير مسبوقة. المواقع النووية الرئيسية لإيران أصبحت ركاماً، وهذا موثق بالأقمار الصناعية”.

ترمب: “دمرنا كل شيء.. لا تصدقوا الثرثرة”

أصرّ ترمب على أن الضربات دمّرت المنشآت الإيرانية بالكامل، معتبرًا الحديث عن محدودية التأثير “تقليلًا متعمدًا” من نجاح العملية العسكرية، ومهاجمًا التسريبات التي شككت في النتائج. وقال:

“لم نعلن الحرب، بل أرسلنا رسالة حاسمة: لن نسمح بامتلاك سلاح نووي. لقد انتهى الأمر”.

كما اعتبر الرئيس أن أي حديث عن فشل هو “محاولة لتقويضه وتشويه سمعة الطيارين الذين نفذوا مهمة ناجحة بنسبة 100%”، حسب تعبيره.

تقييمات استخباراتية مُقلقة

مع ذلك، نقلت CNN عن مصدرين استخباريين أن مخزون اليورانيوم المخصب لم يُدمّر، وأن أجهزة الطرد المركزي بقيت سليمة إلى حد كبير. وأكد أحدهما أن الضربة “أخّرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط”.

كما أقر البيت الأبيض بوجود التقييم الاستخباراتي، لكنه رفض صحته، واعتبرته المتحدثة كارولين ليفيت “معلومات سريّة سُربت بهدف تشويه صورة الرئيس”.

قنابل خارقة ولكن..

على الرغم من أن الضربة استخدمت قنابل خارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل، ألقتها قاذفات B-2 الأميركية على منشآت نطنز وفوردو، إلا أن التقييم الاستخباراتي يشير إلى أن الضرر اقتصر على الهياكل فوق الأرض، دون تدمير المنشآت تحت الأرض.

وفي منشأة أصفهان تحديدًا، استخدمت الولايات المتحدة صواريخ توماهوك من غواصة بدلًا من القنابل، بسبب العمق الكبير للموقع.

وأشار خبراء، بينهم جيفري لويس من معهد ميدلبري، إلى أن عدة منشآت رئيسية مدفونة لا تزال قائمة، وقد تشكّل أساسًا لإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني بسرعة.

صمت طهران وتساؤلات الكونغرس

فيما رفضت إيران التعليق رسميًا على حجم الدمار، أثار تقرير CNN تساؤلات داخل الكونغرس الأميركي بشأن فعالية الضربة، وهو ما دفع ترمب إلى مهاجمة خصومه السياسيين، قائلاً:

“هؤلاء لا يعرفون شيئًا”.

وقد أُلغيت، بشكل مفاجئ، جلسات إحاطة سرية للكونغرس بشأن العملية، مما زاد من الغموض السياسي والاستخباراتي المحيط بالضربة.

هل انتهت المهمة؟

بينما يتباهى البيت الأبيض ووزارة الدفاع بنجاح “العملية الجراحية”، تؤكد المصادر الاستخباراتية أن صورة التأثير الحقيقي لم تتضح بعد، وأن التقييمات لا تزال جارية، وربما تشهد الأيام المقبلة مراجعة شاملة لما حدث بالفعل تحت الأرض الإيرانية.

وحدة السياسية – لندن- اليوم ميديا