
من قطاع غزة
بينما يترسخ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد 12 يومًا من القصف المتبادل، ما زالت غزة تتعرض لنيران إسرائيلية ثقيلة، حاصدةً أرواح المئات، في ظل تجاهل دولي متصاعد ومعاناة إنسانية “غير مسبوقة”، بحسب وصف الأمم المتحدة.
وفي الوقت الذي تتصدر فيه الضربات على إيران عناوين العالم، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة تحت وطأة القصف والمجاعة، دون أفق واضح لوقف إطلاق النار أو استعادة الهدوء.
هدنة مع إيران.. ونار مستمرة على غزة
أعلنت الولايات المتحدة نجاح جهودها في التوصل إلى وقف إطلاق نار بين تل أبيب وطهران، بعد تصعيد غير مسبوق تخلله قصف أمريكي لمواقع نووية إيرانية ورد إيراني مباشر. ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ الثلاثاء، بدا أن المعركة الكبرى في الإقليم تتراجع… لكن ليس في غزة.
فقد قُتل أكثر من 860 شخصًا في القطاع منذ بدء القصف الإسرائيلي لإيران في 13 يونيو، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. بينما تجاوز عدد القتلى الإجمالي منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 55 ألفًا، بينهم أكثر من 17 ألف طفل.
“من يوقف إيران يمكنه إيقاف الحرب في غزة”
دعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في إسرائيل، إلى توسيع نطاق الهدنة لتشمل غزة، مؤكدًا أن من نجح في التفاوض مع إيران “يستطيع إنهاء الحرب هنا أيضًا”. ولا يزال نحو 50 رهينة محتجزين في القطاع، تعتقد الحكومة الإسرائيلية أن 20 منهم على قيد الحياة.
وقال المنتدى:
“إنهاء العملية ضد إيران دون استعادة الرهائن سيكون فشلًا ذريعًا… هذه فرصة حاسمة يجب استغلالها”.
قطر ومصر تحاولان.. ومبادرة أميركية تنتظر
أكدت قطر، الوسيط الأبرز في الملف، أن المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس قد تُستأنف خلال يومين، بالتنسيق مع مصر. وتتعلق المفاوضات بـ مقترح هدنة أمريكي يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح 10 رهائن وتسليم جثث 18 آخرين.
لكن “حماس”، ورغم انفتاحها على الهدنة، ترفض التخلي عن سلاحها، مطالبة بضمانات لإنهاء الحرب نهائيًا.
نتنياهو: غزة قد تنتهي غدًا.. إذا استسلمت حماس
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن “الإنجازات الكبرى في إيران ستسهم في تحقيق أهدافنا في غزة”، مضيفًا أن الحرب يمكن أن تنتهي “غدًا”، إذا استسلمت حماس وأطلقت سراح الرهائن.
من جانبه، كتب يائير لابيد، زعيم المعارضة، عبر “إكس”:
“الآن غزة. هذه اللحظة المناسبة لإغلاق تلك الجبهة، واستعادة الرهائن، والبدء في الإعمار”.
كارثة إنسانية.. ومجاعة تلوح في الأفق
تزامنًا مع العمليات العسكرية، تتصاعد التحذيرات الأممية من مجاعة واسعة النطاق في غزة. ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد قُتل أكثر من 500 مدني أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء منذ 27 مايو، ما وصفته المنظمة بـ”جريمة حرب محتملة“.
وقال فيليب لازاريني، المدير التنفيذي لـ”الأونروا”:
“الفظائع مستمرة في غزة بينما يتحول اهتمام العالم إلى أماكن أخرى”.
في مشهد مؤلم، وثّقت عدسات CNN طفلًا فلسطينيًا يتناول حفنة تراب باكيًا أمام مصوّر الشبكة، في لحظة تختصر أكبر مأساة إنسانية في الشرق الأوسط المعاصر.
وحدة الأخبار – لندن – اليوم ميديا