
منظر عام يظهر المفاعل في محطة الطاقة النووية في بوشهر
في خضم صمت الصواريخ بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يبرز لغز أكثر خطورة: أين ذهب اليورانيوم الإيراني المخصب؟
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تُقر: فقدنا أثره
بعد خمسة أيام فقط من بداية التصعيد، اعترفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها فقدت مسار 409 كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، وهي كمية كافية لإنتاج 10 رؤوس نووية، إذا قررت طهران ذلك.
بحسب خبراء رقابة نووية أميركيين، يمكن تخزين هذه الكمية في 16 أسطوانة فقط، كل واحدة منها تزن نحو 25 كغ، ويمكن نقلها بسهولة في مركبة صغيرة أو حتى سيرًا على الأقدام.
“يمكن إخفاء هذا الوقود النووي لأجل غير مسمى. حجم الأسطوانات لا يجعل تتبعه صعبًا فقط، بل مستحيلًا في بعض الحالات.” – تقرير أمريكي سري نُقل عن مصدر في أوستي
الخطر الحقيقي بعد الهدنة
ورغم استهداف إسرائيل والولايات المتحدة لعدة منشآت نووية إيرانية في ضربات مركّزة، فإن الخطر الحقيقي اليوم لا يكمن في البنية التحتية، بل في ما تم تهريبه بالفعل.
وأكد رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية، أن الأمل لا يزال قائمًا بعودة المفتشين بعد تثبيت وقف إطلاق النار، لكنه حذر من أن “غياب الأمن والسلامة سيُبقي عمليات التحقق معلّقة”.
“يجب أن يتوقف القتال حتى نتمكن من الدخول وتقييم الوضع على الأرض.” – غروسي في جلسة طارئة بمجلس الأمم المتحدة
ما بعد الضربات: إيران تنقل… وتغلق الباب
بحسب تقارير رسمية جمعتها وكالة بلومبيرغ، قامت إيران بنقل مخزونها المخصب إلى منشأة غير معلنة في اليوم التالي مباشرة لهجوم 13 يونيو. ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن فرق التفتيش من تتبّع مسار المواد أو التحقق من موقعها الجديد.
وفي تطور خطير، وافقت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحجة حماية “أمن المنشآت النووية”.
رضا نجفي – مبعوث إيران للوكالة:
“الاتفاق النووي تلقّى ضربة لا يمكن إصلاحها، والقرارات الأميركية والإسرائيلية أفقدت معاهدة عدم الانتشار فعاليتها.”
المواقع المستهدفة ملوثة.. وأجهزة المراقبة مشلولة
الهجمات الجوية التي استمرت 12 يومًا واستهدفت مواقع “نطنز” و”فوردو” و”أصفهان”، أدت إلى تسرّب إشعاعي محلي، جعل أدوات القياس والرقابة غير فعالة حسب تقرير أولي داخلي للوكالة.
وتشير تقديرات أمنية إلى أن إيران قد تكون استبقت الضربات بنقل الكمية الأخطر من الوقود النووي، تاركة الغرب أمام معضلة جديدة: لا حرب.. ولا رقابة.. ولا وضوح بشأن أخطر مادة في الشرق الأوسط.
خلاصة: العالم يترقب.. واليورانيوم مفقود
فيما ينشغل العالم بوقف إطلاق النار، يبقى السؤال الأخطر دون إجابة:
أين اختفى اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب؟
وإذا كان مخزونه لا يزال مجهول الموقع، فإن الحديث عن نزع فتيل الأزمة يبدو مبكرًا جدًا، بل وربما واهمًا.
وحدة السياسة – لندن – اليوم ميديا