
شركة أرابيك للدفاع: مواقع التواصل الاجتماعي
في واحدة من أكثر مفاجآت حرب الاثني عشر يومًا بين إيران وإسرائيل، برزت دقة الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات المُسيَّرة الإيرانية والصواريخ الباليستية، ما دفع مراقبين عسكريين لإعادة تقييم قدرات طهران التقنية. وبينما كانت النماذج السابقة من المُسيَّرات الإيرانية تُعاني من نسب خطأ كبيرة، تشير المعطيات الأخيرة إلى استخدام تكنولوجيا متقدمة، يُحتمل أنها معززة بالذكاء الاصطناعي.
طائرة “Shahed-136”.. من أوكرانيا إلى إسرائيل
عادت الطائرة المُسيَّرة “Shahed-136” إلى واجهة الأحداث بعد اكتشاف نسخة متطورة منها في أوكرانيا، أطلقتها القوات الروسية. هذه النسخة الجديدة، التي يُطلق عليها (MS)، مزودة بأنظمة ملاحة بالأقمار الاصطناعية، ووحدة هجوم حرارية، وأربعة هوائيات CRPA لتحديد الأهداف، بالإضافة إلى كاميرا مرئية مرتبطة بوحدة حوسبة “Nvidia Jetson” تمنحها القدرة على رصد الأهداف ومهاجمتها بشكل ذاتي.
هل وصلت هذه التقنية إلى الشرق الأوسط؟
خلال الساعات الأخيرة من الحرب مع إسرائيل، هاجمت عشر طائرات مُسيَّرة أهدافًا متفرقة داخل الأراضي المحتلة، إحداها من طراز “Shahed-136” دمّرت مبنى في مدينة “بيت شان” شمال شرق القدس المحتلة. ورغم أن إسرائيل لم تعلن رسميًا عن نوع النموذج المستخدم، فإن دقة الإصابة والدمار أثارا تكهنات واسعة بشأن احتمال استخدام النسخة المعززة بالذكاء الاصطناعي.
1100 طائرة مُسيّرة في 12 يومًا
كشفت التقديرات أن إيران أطلقت نحو 1100 طائرة مُسيَّرة خلال الحرب، تم اعتراض 300 منها، بينما لم تصل العشرات إلى وجهتها. ومع ذلك، أظهرت بعض الهجمات فعالية عالية في استهداف البنى التحتية والمناطق المدنية، مما أثار قلقًا بالغًا لدى خبراء إسرائيليين، خاصة وأن بعض المُسيّرات تحاكي نماذج إسرائيلية انتحارية مثل “هاروب”، لكن بكلفة أقل بكثير.
الرسالة الإيرانية: إسرائيل ليست بمنأى عن التكنولوجيا الدقيقة
لم يكن الهجوم الإيراني مجرد استعراض قوة، بل رسالة مفادها أن الردع التكنولوجي الإيراني تطور بشكل لافت، وبات قادرًا على تهديد عمق إسرائيل بدقة غير معهودة. حتى وإن لم يُؤكد بعد استخدام النموذج المتطور من “Shahed-136″، فإن ما حدث يُعد نقلة نوعية في طبيعة المواجهة، ويقرب المنطقة أكثر من سيناريوهات الحرب التكنولوجية المعقدة على غرار ما يحدث في أوكرانيا.
ربيع يحيى – وحدة التقارير – لندن – اليوم ميديا