
يتحدث المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة المدينة زهران ممداني (CNN) أسوشيتد برس
في واقعة أثارت ضجة عالمية وعربية، تصدر اسم النائب التقدمي الشاب زهران ممداني منصات التواصل الاجتماعي بأكثر من 549 ألف منشور، عقب فوزه الساحق في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، أكبر مدن الولايات المتحدة. هذا الفوز، الذي وصفه المحللون بأنه “زلزال سياسي”، يُعد تحديًا قويًا للنخبة السياسية التقليدية، ومؤشراً على تغير ديموغرافي وسياسي عميق داخل الحزب الديمقراطي.
من هو زهران ممداني؟
ولد ممداني في أوغندا لأب هندي وأم أميركية، وترعرع في حي كوينز بمدينة نيويورك. ينتمي إلى جيل الشباب المسلم الأميركي الذي نشأ في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وشهد خطاب تمييزي وعنفاً موجهًا ضد المسلمين. بدلاً من الانكفاء، اختار ممداني أن يخوض غمار السياسة، مستهدفاً بناء جسر بين التنوع الثقافي للمجتمع الأميركي ومطالب العدالة الاجتماعية.
في عام 2020، انتُخب عضوًا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، وبدأ بصياغة خطاب سياسي تقدمي صريح، يدافع عن قضايا مثل تجميد الإيجارات، توفير مواصلات عامة مجانية، وإطلاق أسواق بلدية مدعومة، بهدف تخفيف أعباء الغلاء المتصاعد على سكان المدينة.
حملة ممداني.. صوت الشباب والتغيير
تقدم ممداني في مواجهة حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، الذي كان يعد رمزًا للنظام السياسي التقليدي ومثّل المؤسسة لعقود. اعتمد ممداني في حملته على تواصل مباشر مع الناخبين الشباب والفئات المهمشة، محققًا مشاركة تاريخية في الانتخابات الأولية، خاصة بين الناخبين الأصغر سنًا.
قال ممداني في خطاب انتصاره: “سنقاتل من أجل مدينة تعمل لكم، مدينة معقولة التكلفة، وآمنة لكم.” رسالته هذه لاقت صدى واسعاً، وألهمت فئات كبيرة تعاني من أزمة السكن وغلاء المعيشة في المدينة.
التأثير العربي والعالمي
لم يكن فوز ممداني محليًا فقط، بل شكل حدثًا رمزيًا للعالم العربي والمسلمين في الغرب، حيث اعتُبر أول مسلم يقترب من منصب عمدة مدينة نيويورك. جاءت ردة الفعل عبر منصات التواصل الاجتماعي بترند ضخم تجاوز 549 ألف منشور، أظهر اهتمامًا غير مسبوق بشخصيته وبرنامجه التقدمي.
هذا النجاح يعكس رغبة متزايدة في التغيير السياسي والإجتماعي داخل الولايات المتحدة، ويرسل رسالة قوية عن تمثيل الأقليات واحترام التنوع في قلب السياسة الأميركية.
ردود الأفعال السياسية
بعد إعلان النتائج الأولية، أقر أندرو كومو بهزيمته وهنّأ ممداني، مشيدًا بحملته وتأثيره في إحياء الشباب على المشاركة السياسية. في المقابل، وصفت بعض الأوساط الجمهورية ممداني بأنه “الوجه الجديد المتطرف للديمقراطيين”، في محاولة لربط أفكاره التقدمية بمخاوف المحافظين.
أما النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، فقد أشادت بممداني ووصفته بأنه هزم “المليارات والمصالح الخاصة”، معبرة عن أملها في أن يمثل هذا الفوز بداية عهد جديد داخل الحزب الديمقراطي.
الطريق إلى نوفمبر
رغم الانتصار المبدئي في الانتخابات التمهيدية، يواجه ممداني منافسة شرسة في الانتخابات العامة القادمة في نوفمبر، حيث سيواجه المرشح المستقل إريك آدامز، والعمدة الحالي الذي يتمتع بشعبية وسط بعض الفئات، والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا.
مع ذلك، يمثل هذا الفوز مؤشرًا قويًا على قوة الحركات التقدمية وصعود جيل جديد من السياسيين الشباب الذين يسعون لإعادة تشكيل المشهد السياسي الأميركي.
وحدة التواصل الاجتماعي – لندن – اليوم ميديا