image

تصاعد الدخان جراء انفجار في جنوب غرب طهران (CNN) صور غيتي

بين الحرب السيبرانية والضربات الجوية، ظهرت جبهة خفية أشد فتكًا في الصراع الإيراني الإسرائيلي: الحرب النفسية عبر اللغة.
اللغتان العبرية والفارسية تحوّلتا إلى سلاحٍ استراتيجي، يُستخدم لهندسة وتهديد العقول داخل صفوف العدو.

اتصالات مباشرة.. ورسائل على عتبات الأبواب

في تطور لافت، كشفت واشنطن بوست أن ضباط الاستخبارات الإسرائيلية أجروا مكالمات هاتفية مباشرة باللغة الفارسية مع أكثر من 20 مسؤولًا إيرانيًا، بينهم شخصيات مقرّبة من المرشد الأعلى علي خامنئي.
إحدى الرسائل كانت صارخة:

“أمامك 12 ساعة للفرار مع زوجك وطفلك… أنت على قائمة الاغتيالات.”
رسالة أخرى قالت:
“نحن أقرب إليك من حبل الوريد. إسرائيل قد تختبر سلاحًا جديدًا عليك في أية لحظة.”

حرب منازل: “رسائل تحت الأبواب”

إلى جانب المكالمات، وزّع عملاء الموساد خطابات غامضة أسفل عتبات منازل بعض المسؤولين، كما تواصلوا مع زوجات القيادات بدلًا من الرجال أنفسهم، في محاولة لبثّ الرعب داخل دائرة العائلة.

هل نجحت الخطة؟

بحسب تقارير عبرية، فإن أحد جنرالات الحرس الثوري تلقى اتصالًا يُطالبه بتصوير فيديو يعلن فيه براءته من النظام الإيراني.
رد الجنرال المذعور:

“وكيف أرسله لكم؟”
ليأتيه الجواب:
“سأرسل لك حساب تلغرام.”

لكن اللافت أن الحملة الإسرائيلية لم تستهدف الصف الأول من القيادة، بل ركّزت على الصفين الثاني والثالث، ما يشير إلى نية واضحة في تفريغ الحرس الثوري من القيادات البديلة قبل تصفيتهم.

أهداف إسرائيل من الحملة:

🔹 زرع الشك والخوف داخل القيادات.
🔹 إرباك عملية تعيين خلفاء للقيادات المُستهدفة.
🔹 تحويل الحرس الثوري إلى هيكل هش يفتقر إلى الثقة والأمان الداخلي.

أدوات الحرب النفسية الإسرائيلية:

  1. مكالمات هاتفية بالفارسية مع تهديدات مباشرة.
  2. رسائل مكتوبة تركها عملاء الموساد أمام أبواب منازل القادة.
  3. التواصل مع عائلات المسؤولين لزيادة الضغط النفسي.

في قلب هذه المعركة الخفية، تظهر قوة “الكلمة” كلغة تهديد… وتحوّلت الفارسية من لغة النظام إلى سلاح ضده.
فهل يرد الحرس الثوري بالمثل؟ أم أن عقول جنرالاته أصبحت ساحة مكشوفة أمام الموساد؟

ربيع يحيي – وحدة التقارير – لندن – اليوم ميديا