image

أرشيفية

تشهد أسواق النفط حالة من الترقب الحذر بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، وسط تساؤلات حول تأثير النزاع على إمدادات الطاقة والأسعار العالمية. بالرغم من التهديدات العسكرية المتكررة، حافظت أسعار النفط على استقرار نسبي، مع ارتفاع محدود في خام برنت بحوالي 10 دولارات فقط منذ بداية الصراع.

الأسباب وراء استقرار السوق

يعود هذا الاستقرار جزئيًا إلى تحركات منظمة أوبك+ التي تضم كبار منتجي النفط مثل السعودية، روسيا، العراق، الإمارات، والكويت، حيث تم تسريع وتيرة تخفيف تخفيضات الإنتاج لتقليل المخاوف بشأن نقص الإمدادات في الأمد القصير.

مع ذلك، يبقى الوضع هشًا، خاصة مع احتمالية تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران، والذي قد يدفع طهران إلى اتخاذ خطوات انتقامية دون الإضرار بتدفقات النفط الإقليمية، خشية رد فعل عسكري أمريكي أقوى.

سيناريوهات متوقعة على المدى المتوسط والطويل

من المتوقع أن تحاول إيران حماية مصالحها الإقليمية عبر ضربات محدودة، مع تجنب إغلاق مضيق هرمز الحيوي، وهو الأمر الذي لا يزال غير مرجح ولكنه يمثل تهديدًا قائمًا.

على المدى المتوسط، قد يؤدي التصعيد إلى اضطرابات سياسية داخلية في إيران، خاصة بين الأقليات مثل الأكراد والبلوش، ما قد يضر بإنتاج النفط والغاز الإيراني. هذا السيناريو يمكن أن يتفاقم إذا شهدت إيران صراعًا داخليًا على السلطة أو تحولات جذرية في النظام، مما سيؤدي إلى اضطراب طويل الأمد في سوق النفط العالمية.

التأثير على إنتاج النفط الأمريكي وأوبك+

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يصل إنتاج النفط الأمريكي إلى ذروته حوالي عام 2027، مع تراجع عدد منصات الحفر بسبب انخفاض الأسعار. يواجه المنتجون الأمريكيون تحديات متزايدة في الحفاظ على مستويات الإنتاج بسبب نضوب أفضل حقول الصخر الزيتي وارتفاع نسبة الغاز المصاحب.

وبينما تعزز أوبك+ إنتاجها لتلبية الطلب، فإن طاقة الاحتياطي المتاحة ستتقلص، مما يزيد من حساسية السوق لأي اضطرابات مستقبلية.

رؤية ترامب وسياسته تجاه النفط والطاقة

من المتوقع أن يعزز عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية من دعم الوقود الأحفوري، خاصة في ظل برنامجه الانتخابي الذي يؤيد تقليل القيود على إنتاج الطاقة التقليدية، مما قد يؤخر التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.

التغييرات المقترحة مثل إلغاء الإعفاءات الضريبية للمركبات النظيفة والتراجع عن معايير الانبعاثات قد تؤدي إلى زيادة الطلب على النفط في الولايات المتحدة حتى عام 2025، مع استمرار الطلب العالمي على الوقود السائل فوق 100 مليون برميل يوميًا حتى عام 2040.

وحدة الاقتصاد – لندن – اليوم ميديا