
دولار أميركي - أرشيفية
تراجع الدولار الأمريكي بشكل حاد إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع تصاعد قلق المستثمرين حول استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed)، وذلك على خلفية هجمات الرئيس السابق دونالد ترامب المتكررة على رئيس البنك جيروم باول، وتلميحات بشأن استبداله بمرشح جديد.
في هجومه الأخير يوم الأربعاء، وصف ترامب جيروم باول بأنه “فظيع”، وأعلن أنه يفكر في ثلاثة إلى أربعة مرشحين محتملين لخلافته على رأس الاحتياطي الفيدرالي، من بينهم حاكم الاحتياطي الفيدرالي السابق كيفن وارش، ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، المعروف بدعمه لخفض أسعار الفائدة.
تأثير تراجع الدولار على الأسواق العالمية
تراجع الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية يوم الخميس، مع محو المكاسب التي حققها في وقت سابق من الأسبوع بسبب تدفقات الملاذ الآمن الناتجة عن التوترات في الشرق الأوسط. ويشهد الدولار انخفاضًا بنسبة 10% حتى الآن خلال 2025، وهو أسوأ أداء له منذ عام 2003.
خبراء السوق يتوقعون استمرار ضعف الدولار في ظل تجدد المخاوف حول استقلال البنك المركزي الأمريكي واحتمالات خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المرتقب في 9 يوليو.
كاسبار هنس، كبير مديري المحافظ في آر بي سي بلوباي، قال:
“نبيع الدولار في هذه البيئة بسبب التآكل المؤسسي. قد يستمر الدولار في الهبوط إذا تولى أحد المرشحين مثل هاسيت أو بيسنت رئاسة البنك المركزي مع تركيز على خفض أسعار الفائدة، متجاهلين المخاطر الأساسية.”
توقعات خفض أسعار الفائدة تؤثر على سعر الدولار
تزايدت توقعات خفض الفائدة الفيدرالية، حيث بات السوق يضع احتمالًا بنسبة 25% لخفض أسعار الفائدة في يوليو مقابل 12.5% الأسبوع الماضي، ما يدفع الدولار إلى مزيد من الضعف.
وأكد خبراء مصرف سوسيتيه جنرال أن اختيار ميشيل بومان، التي يدعمها ترامب، سيقرب موعد خفض الفائدة، مما سيزيد الضغط على العملة الأمريكية.
مخاوف عالمية وتداعيات على السيولة بالدولار
في ظل مواجهة ترامب لحلفائه القدامى في مجالات التجارة والأمن، ظهرت مخاوف في ألمانيا حول احتياطات الذهب التي تخزن في البنك المركزي الأمريكي بنيويورك. كما بدأت بعض البنوك في منطقة اليورو بتقييم حاجتها إلى الدولارات في ظل تزايد عدم اليقين حول دعم الاحتياطي الفيدرالي.
نيك ريس، رئيس الأبحاث الكلية في مونيكس أوروبا، قال:
“المخاطر قصيرة الأجل ترتكز على استمرار انتقادات الاحتياطي الفيدرالي، مما يغير توقعاتنا لسعر الدولار. كنا نظن أن الدولار سيستقر لكننا نعيد تقييمنا مع الأحداث الراهنة.”
ارتفاع اليورو يدعم ضعف الدولار
أشار ريس إلى أن ارتفاع اليورو فوق 1.17 دولار يفتح الطريق أمام وصوله إلى مستوى 1.20 دولار قريبًا، ما يعكس تحولًا في موازين القوى بين العملات العالمية.
وحدة الاقتصاد – لندن – اليوم ميديا