
كشف قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية (JGSDF) خلال مناورة “Fuji 2025 Live Fire Exercise” في منطقة هيغاشي فوجي بمدينة شيزوكا عن صاروخ فرط صوتي باليستي جديد يحمل اسم HVGP، يُعد الأول من نوعه عمليًا في اليابان، ويبلغ مداه 3000 كيلومتر، مع إمكانات هجومية متقدمة لتعزيز الدفاع عن أراضيها وجزرها النائية.
خلفية التحديث الاستراتيجي لليابان
بعد عقود من التزامها بالدستور السلمي، أقرّت اليابان في ديسمبر 2022 استراتيجية وطنية للأمن القومي تهدف لمواجهة التهديدات الإقليمية المتزايدة، خصوصًا من الصين وكوريا الشمالية، وسط مخاوف أقل من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وضعت الحكومة خطة إنفاق عسكري قياسية بقيمة 320 مليار دولار للسنوات 2023-2027، بزيادة الإنفاق العسكري إلى 2% من الناتج القومي مقارنة بـ1% سابقًا، لتعزيز قدرات الدفاع والهجوم المتقدمة.
الصاروخ الجديد HVGP: تقنيات ومواصفات متطورة
يتميز الصاروخ الجديد بعدة مواصفات تقنية متقدمة:
- مدى يصل حتى 3000 كيلومتر، مع نسختين: الأولى بمدى 500-900 كم، والثانية 2000-3000 كم.
- سرعة تصل إلى 5 ماخ، مما يجعله صاروخًا فرط صوتي.
- يعمل بالوقود الصلب ونظام الانزلاق المعزز (Glide Vehicle).
- يعتمد على الملاحة بالأقمار الصناعية ونظام الملاحة بالقصور الذاتي INS.
- النسخة المضادة للسفن مزودة برأس حربي مخترق للهياكل المعدنية.
- النسخة البرية تستخدم رأسًا حربيًا متعدد المقذوفات لتعزيز الفعالية.
تطوّر هذا الصاروخ عبر شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة بالتعاون مع وكالة التكنولوجيا المتقدمة والخدمات اللوجستية اليابانية (ATLA)، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة عمليًا في عام 2026.
أهمية الصاروخ في استراتيجيات الدفاع اليابانية
يمثّل الصاروخ الجديد تحولًا نوعيًا في السياسة الدفاعية اليابانية التي كانت تقتصر سابقًا على الدفاع عن أراضيها فقط، ورفض استخدام القوة الهجومية خارج الحدود.
تعكس هذه الخطوة استجابة طوكيو للتحديات الأمنية المتزايدة، حيث يسمح لها الصاروخ بتوجيه ضربات مضادة ضد مواقع تهدد أمنها، بما في ذلك تهديدات الصواريخ الباليستية المحتملة أثناء أو بعد وقوع هجوم.
ربيع يحيي – وحدة التقارير – لندن – اليوم ميديا