
في قاعدة لاكينهيث الجوية الملكية في سوفولك، إنجلترا
أعلنت المملكة المتحدة عن إعادة العمل ببرنامج الردع النووي الجوي لأول مرة منذ نحو 30 عامًا، في خطوة تعكس التزام لندن بالحفاظ على قدراتها النووية المستقلة وتعزيز مشاركتها في منظومة الردع النووي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
تجديد الردع النووي البريطاني
تدير بريطانيا حالياً ردعاً نووياً يُطلق من الغواصات، ويتم تحديثه بأسطول جديد من الغواصات المزودة برؤوس حربية بديلة لصواريخ “ترايدنت”. وفي يوليو 2024، كلفت الحكومة البريطانية بإجراء مراجعة دفاعية استراتيجية، أكدت خلالها على “الالتزام الكامل بالردع النووي المستقل”.
وقد أجرى المراجعة بشكل مستقل وزير الدفاع السابق والأمين العام السابق لحلف الناتو، اللورد روبرتسون. ونشرت الحكومة تقرير المراجعة في 2 يونيو 2025، حيث قبلت جميع التوصيات الـ62 الواردة فيها.
استثمارات كبيرة ومفاوضات دولية
وفق تقرير البرلمان البريطاني، سيتم تخصيص 15 مليار دولار لبرنامج استبدال الرؤوس الحربية النووية. كما أوصت لجنة الدفاع بالبرلمان بأن تبدأ الحكومة مناقشات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشأن زيادة مشاركة المملكة المتحدة في مهمة الردع النووي للحلف.
طائرات إف-35 النووية وإعادة انتشار الأسلحة الأميركية
يثير مشروع الردع النووي تساؤلات حول احتمالية شراء بريطانيا طائرات “إف-35 إيه” ذات القدرة على حمل أسلحة نووية، والسماح بعودة الأسلحة النووية الأمريكية إلى الأراضي البريطانية. وأكدت الحكومة البريطانية أنها ستشتري 12 طائرة من طراز إف-35 إيه، إلا أنها لم توضح بعد مواقع تمركز الأسلحة النووية الأمريكية المرتبطة بها.
خلفية تاريخية
سحبت بريطانيا ردعها النووي الجوي المستقل في عام 1998، فيما أزالت الولايات المتحدة أسلحتها النووية من الأراضي البريطانية عام 2008. في قمة الناتو التي عقدت في 24 يونيو 2025، أعلنت المملكة المتحدة انضمامها رسمياً إلى مهمة الردع النووي لحلف شمال الأطلسي، مما يعكس تحولاً استراتيجياً في سياسة الردع البريطانية.
وأكدت الحكومة البريطانية أن هذا القرار يتوافق مع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في محاولة لتحقيق توازن بين التحديث النووي والالتزام بالمعاهدات الدولية.
وحدة الأخبار – لندن – اليوم ميديا