
من سقوط الصواريخ الإيرانية في إسرائيل
تشهد المنطقة تصعيداً خطيراً حيث تشعل الحرب الإسرائيلية على إيران تنافساً شرساً بين الشرق والغرب على السيطرة على ثروات نفط العراق. تعود الشركات الغربية إلى الحقول النفطية العراقية بعد انسحابها السابق، في محاولة لطرد الشركات الصينية والروسية التي باتت تسيطر على معظم قطاع الطاقة في العراق.
يشكل تحالف بكين وموسكو حجر زاوية في السعي لطرد الشركات الغربية، في خطوة تهدف إلى إنهاء الهيمنة الغربية في منطقة الشرق الأوسط. في المقابل، تسعى واشنطن إلى تعزيز نفوذها عبر دعم انفصال إقليم كردستان، في محاولة لتقسيم العراق والإنفراد بمصادر النفط فيه.
يمتلك العراق احتياطات نفطية هائلة تقدر بنحو 246 مليار برميل، مع إمكانية زيادة إنتاجها إلى 13 مليون برميل يومياً. وتتصاعد المنافسة الدولية مع تزايد أهمية هذه الموارد في ظل التوترات الإقليمية والدولية.
تفاصيل الصراع والتطورات الحالية
تشعل الحرب الإسرائيلية على إيران التنافس بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وتحالف الصين وروسيا من جهة أخرى، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى طرد الشركات الصينية والروسية المتحالفة مع طهران من العراق، والقضاء على النفوذ الإيراني في بغداد.
وفقاً لتقرير نشره موقع “أويل برايس” للخبير البريطاني سايمون واتكنز، تركز واشنطن على قطع العلاقات بين إقليم كردستان شمال العراق والشركات الصينية والروسية والإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري، بهدف إعادة تأكيد النفوذ الغربي في بقية مناطق العراق عبر صفقات استثمارية ضخمة وتطوير البنية التحتية النفطية.
على الجانب الآخر، تدافع الصين وروسيا عن مشروع العراق الموحد ورفض الهيمنة الغربية، حيث يرى تحالف بكين وموسكو أن بقاء الغرب بعيداً عن صفقات الطاقة العراقية سيمهد لنهاية الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط، معتبراً ذلك بداية الفصل الحاسم في زوال النفوذ الغربي بالمنطقة.
استثمارات وعقود كبرى
في إطار هذه الاستراتيجية، وقعت الشركات الغربية عقود تطوير لحقل خمسة حقول نفطية بقيمة 25 مليار دولار في شمال العراق، خصوصاً حول إقليم كردستان، من قبل شركة بريتيش بتروليوم البريطانية، إضافة إلى عقود فرنسية لتطوير أربعة حقول جنوب العراق بقيمة 27 مليار دولار.
كما شهد مايو 2025 توقيع اتفاقيتين بين شركتي “إتش كي إن إنرجي” و”ويسترنزغروس” لتطوير حقلي ميران للغاز وتوبخانا للنفط والغاز في كردستان. وأكد وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت أن هذه الصفقات تأتي ضمن استراتيجية أوسع لمواجهة النفوذ الإيراني.
وتواصل شركات النفط الغربية الكبرى مثل بريتش بتروليوم وتوتال إنرجيز وهاليبرتون الدخول في مشاريع ضخمة بعد سنوات من الانسحاب، حيث يعتبر مشروع الإمداد المشترك بمياه البحر مفتاح زيادة الإنتاج في حقول الرميلة وكركوك.
العراق بين فرص التنمية والتحديات
رغم الإمكانات الضخمة، تواجه العراق تحديات كبيرة منها الفساد الإداري والسياسي الذي أدى إلى انسحاب العديد من الشركات الغربية، مما أعاق تحقيق زيادة الإنتاج النفطية المستهدفة سابقاً والتي تراوحت بين 6 إلى 13 مليون برميل يومياً في السيناريوهات المتوقعة.
في ظل الحرب الأخيرة والتوترات الإقليمية، ألغت الولايات المتحدة الإعفاءات التي كانت تسمح للعراق باستيراد الكهرباء والغاز من إيران، وأعلنت عقوبات جديدة تهدف إلى قطع الدعم عن طهران، ما يضاعف الضغط على بغداد لتطوير مواردها النفطية بشكل مستقل.
يُذكر أن العراق يمتلك رسمياً 145 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام المؤكدة، وهو ما يمثل حوالي 18% من إجمالي احتياطات النفط في منطقة الشرق الأوسط، لكن تقديرات وزارة النفط العراقية تشير إلى أن الموارد غير المكتشفة قد تصل إلى 215 مليار برميل، ما يعني أن العراق قد يكون مخزن ثروة نفطية أكبر بكثير مما هو معلن.
من إعداد: سامي الحسن – وحدة التقارير – لندن – اليوم ميديا