
محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا باسم حميدتي (الغارديان)
في تطور سياسي وعسكري لافت، أعلن “تحالف السودان التأسيسي” عن تشكيل هيئة قيادية جديدة مكونة من 31 عضواً، يتزعمها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ويشاركه النائب الأول عبدالعزيز الحلو، رئيس “الحركة الشعبية – شمال”.
التحالف الجديد، الذي أُعلن عنه خلال اجتماع رسمي بمدينة نيالا، وصفه المتحدث باسم التحالف علاء الدين نقد بأنه “منصة وطنية جامعة” لا تندرج ضمن تنسيقات مرحلية، بل تهدف إلى تفكيك السودان القديم، وإنهاء الحروب وبناء سلام دائم.
ما وراء التحالف: إعادة رسم الخريطة السياسية
التحالف ليس فقط تحركاً ضد الجيش السوداني، بل محاولة منظمة لتشكيل بديل سياسي وعسكري موحد يعيد هندسة السلطة في السودان، ويمنح حميدتي وحلفاءه “مشروعية جديدة” بعيدًا عن صفة التمرد.
من خلال الجمع بين حميدتي والحلو، الخصمين اللذين نادراً ما توافقا، يبدو أن التحالف يسعى لتجاوز الانقسامات التاريخية في السودان، عبر مظلة جديدة قد تُعيد ترتيب المشهد داخلياً وإقليمياً.
رأي خبير غربي: “تحالف تكتيكي بواجهة وطنية”
يقول الخبير البريطاني في شؤون القرن الإفريقي روبرت ماثيوز، من “مؤسسة تشاتام هاوس” في لندن:
“ما نشهده ليس تحالفًا أيديولوجيًا، بل تحالفًا تكتيكيًا ذو أهداف مرحلية. حميدتي والحلو لا يتفقان على كل شيء، لكن التقاطع الحالي بينهما هو تفكيك الجيش السوداني التقليدي، وتشكيل مركز نفوذ بديل.”
وأضاف:
“التحالف يراهن على تعب الفاعلين الدوليين من حالة الجمود، ويعرض نفسه كحل انتقالي جامع. لكن نجاحه يعتمد على رد فعل الخرطوم، والدور الذي ستلعبه القاهرة والرياض.”
ردود الفعل الإقليمية: ترقّب مصري وقلق عربي
مصر:
القاهرة تتابع التحالف الجديد بحذر شديد، خاصة أن ضم الحلو يعطيه بعداً جنوبياً لطالما خشيت منه مصر منذ انفصال جنوب السودان. مصادر دبلوماسية مصرية تشير إلى أن التحالف يمثل تهديداً لتوازن الخرطوم الذي تفضّله القاهرة، خاصة في ظل رفض مصر العلني لأي تفكيك شامل للمؤسسة العسكرية السودانية.
السعودية:
الرياض لم تُعلّق رسمياً، لكنها تفضّل وجود قوى واضحة، قابلة للتفاوض، وليس تحالفات فضفاضة متعددة القيادات. وقد تنظر بعين الريبة إلى تقدم حميدتي كزعيم سياسي بعد أن كان شريكاً عسكرياً لا أكثر.
الإمارات وقطر:
أبوظبي قد ترى في التحالف فرصة لإعادة التوازن في السودان، لكن قطر، الداعمة لبعض التيارات المدنية، ربما تتحفظ على تحالف له خلفية عسكرية بحتة.
الخلاصة:
“تحالف السودان التأسيسي” ليس مجرد إعلان سياسي… بل محاولة منظمة لإعادة توزيع مراكز القوة في السودان. نجاحه مرهون بالتفاعل الإقليمي والدولي، وتوازنات الميدان.”
في بلد يئنّ تحت الحروب والانقسامات، قد يكون هذا التحالف إما بداية إنقاذ… أو انفجار أكبر.
إيثان رولاند – محلل شؤون السودان والقرن الإفريقي
قسم التحقيقات الخاصة | لندن – اليوم ميديا