image

فلسطيني يحمل جثمان قريب له قُتل في الغارة الإسرائيلية على مقهى البقعة (الغارديان) صور غيتي

في ظل الألم المستمر والمعاناة التي يعيشها أهل غزة، حيث الدماء تسيل والآهات تعلو، تلوح في الأفق محادثات متجددة لوقف إطلاق النار. لكن خلف هذه المحادثات تتكشف لعبة سياسية معقدة، تربط بين “الهدوء” في غزة وقرارات سياسية مصيرية في الضفة الغربية، تاركة الملايين يتساءلون: من يشتري دماء غزة؟

“انفتاح مشروط”

مع عودة المحادثات حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تسربت معلومات عن مقايضة سياسية إسرائيلية تهدف إلى ربط “الهدوء في غزة” بموافقة أمريكية على ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.

لقطات تظهر آثار القصف الإسرائيلي على مخيم في مدينة غزة

وفقًا لصحيفة إسرائيل هيوم، يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدعم من دونالد ترامب، للحصول على الضوء الأخضر الأمريكي لضم المستوطنات وغور الأردن مقابل “انفتاح مشروط” على إقامة دولة فلسطينية، شريطة إجراء إصلاحات شاملة داخل السلطة الفلسطينية.

توسع استيطاني موازٍ للمفاوضات

الخطاب السياسي الإسرائيلي لا يقتصر على غزة فقط، بل يعيد طرح مشاريع ضم الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقد وافقت الحكومة على تقنين 22 مستوطنة جديدة، متحدية المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

من قطاع غزة

وفي الوقت الذي يتوجه فيه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إلى القاهرة للتفاوض، يستعد نتنياهو للقاء ترامب في واشنطن لمناقشة “خطة سياسية جديدة”، تشمل إعادة ترتيب المشهد الفلسطيني بالكامل.

خطة إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية

يرى مراقبون، منهم الخبير رأفت جوابرة، أن ما يحدث هو محاولة لتفريغ القضية من محتواها السياسي، واستبدالها بـ”ترتيبات إدارية” تحول السلطة الفلسطينية إلى جهاز أمني محلي يخدم مصالح الاحتلال.

كما أكد واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الحكومة الإسرائيلية تنفذ خطة تصفية نهائية تشمل:

  • محو حق العودة للاجئين الفلسطينيين
  • منع قيام دولة فلسطينية مستقلة
  • فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الأرض الفلسطينية
فلسطينيون يتلقون مساعدات إنسانية بعد دخول شاحنات المساعدات عبر معبر نتساريم في قطاع غزة (الغارديان) غيتي

هل نقترب من دفن حل الدولتين؟

تشير المعطيات إلى أن إسرائيل تستغل الأزمات لإحداث واقع سياسي جديد على الأرض، مدعومة بتيارات يمينية في الولايات المتحدة. وبحسب الخبراء، فإن هذه الخطوات تهدف إلى إغلاق الباب أمام أي تسوية عادلة.

الخلاصة

الهدنة المقترحة ليست مجرد وقف لإطلاق النار، بل مشروع إعادة صياغة دائمة للقضية الفلسطينية. ما يجري قد لا يكون سلامًا، بل فرض وقائع نهائية تحت مسمى “ما بعد الحرب”.

د. ألكسندر وينتر – محلل شؤون الشرق الأوسط | لندن – اليوم ميديا