تلعب الدول الأفريقية دورًا حيويًا في سوق الكاكاو العالمي، حيث تحتل ساحل العاج وغانا المركزين الأول والثاني على التوالي كأكبر منتجي الكاكاو، مع مساهمة تفوق نصف الإمدادات العالمية. ورغم هذه المكانة، تختلف استفادة الدول من ارتفاع أسعار الكاكاو بشكل واضح، حيث تظهر الكاميرون وليبيريا كأبرز الرابحين من الزيادة الكبيرة في الأسعار خلال السنوات الأخيرة.

ارتفاع أسعار الكاكاو وتأثيره على العائدات

شهدت أسعار الكاكاو ارتفاعًا حادًا منذ 2023، من حوالي 2000 دولار للطن إلى ما بين 8000 و10000 دولار، ما يرفع من عائدات المنتجين نظريًا إلى عشرة أضعاف. ومع ذلك، فإن هذه المكاسب ليست متساوية على الأرض، إذ تظل كوت ديفوار وغانا، رغم كونهما الأكبر حجمًا، تواجهان تحديات في تحويل هذه الزيادة إلى أرباح ملموسة للمزارعين بسبب النظام التنظيمي وأسعار الدعم.

الكاميرون وليبيريا: الرابحان الأكبر

استفادت الكاميرون التي تتبع نظامًا حرًا في تسعير الكاكاو، حيث يرتبط السعر مباشرة بالأسواق العالمية، ما سمح لمزارعيها بحصد فوائد أكبر وزيادة الاستثمارات في القطاع. كذلك، تستفيد ليبيريا من وجود مزارع حديثة ونظام بيع مُحرر يعزز من حوافز المزارعين، مما يمهد الطريق لزيادة إنتاجية قوية مستقبلاً.

التحديات التي تواجه غانا وكوت ديفوار

غانا تواجه صعوبات في رفع إنتاجها رغم دعم الحكومة، مع توقعات بأن تتراجع في التصنيف العالمي قريبًا بسبب مشاكل مالية وتقلبات في العملة المحلية. أما كوت ديفوار، فهي لا تزال الأكبر إنتاجًا، لكنها تعاني من فقدان حصتها في السوق بسبب ضعف زيادة الإنتاج.

نيجيريا والدول الأفريقية الصغيرة: إمكانات غير مستغلة

تمتلك نيجيريا إمكانات كبيرة لكنها تواجه تحديات في تنظيم القطاع وتحفيز القوى العاملة الزراعية. وهناك دول أفريقية صغيرة مثل غينيا وسيراليون تظهر علامات نمو متواضع مع استمرار ارتفاع الأسعار.

خلاصة: العوامل المحددة لاستفادة الدول من طفرة الأسعار

يركز تحليل سوق الكاكاو في أفريقيا على أن ارتفاع الأسعار ليس كافيًا لضمان استفادة متساوية لجميع الدول، بل تتوقف النتائج على عوامل تنظيمية، اقتصادية واستراتيجية داخلية تعزز من قدرة كل دولة على الاستفادة من هذه الطفرة في أسعار الذهب البني.