
هر موسكفا في وسط موسكو (أرشيفية)
شهدت روسيا منذ عام 2022 سلسلة وفيات غامضة طالت 12 من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الطاقة، معظمهم توفي بعد “السقوط من أماكن مرتفعة”، ما أثار تساؤلات محلية ودولية حول الأسباب الحقيقية.
وفاة أندريه بادالوف تعيد فتح الملف
آخر الضحايا كان أندريه بادالوف (62 عامًا)، نائب رئيس شركة ترانسنفت الحكومية. عُثر عليه جثة هامدة أسفل مبنى فاخر قرب موسكو، واعتُبرت الوفاة “انتحارًا” مدعومًا بملاحظة، لكن تشابه الحوادث وتوقيتها يثير الشكوك.
نمط مكرر: سقوط من النوافذ… وانتحار رسمي
أشهر الحالات السابقة شملت:
• رافيل ماجانوف، رئيس شركة “لوك أويل”، سقط من نافذة مستشفى.
• ألكسندر سوبوتين، عضو مجلس إدارة “لوك أويل”، توفي في حادث غامض بمكان يشبه المنتجع.
• عدد من مديري شركة غازبروم لقوا مصيرًا مشابهًا، وسط تعتيم إعلامي ودفن سريع.
لماذا رجال الطاقة بالضبط؟
يرى محللون أن المسؤولين المستهدفين عملوا في بيئة حساسة، في ظل عقوبات غربية خانقة على صادرات النفط والغاز الروسية.
ويُشتبه في أن هناك صراعات داخلية على النفوذ، خصوصًا مع تورط أسماء لها علاقات وثيقة بـ أجهزة المخابرات الروسية.
ثقافة الخوف تسيطر على نخبة الطاقة في موسكو
بات السقوط من الشرفات أمرًا “روتينيًا”، بحسب تعبير أحد المراقبين، مما يعكس مناخ الرعب والضغوط الأمنية داخل النخبة الاقتصادية.
وكان بادالوف معروفًا بقربه من نيكولاي توكاريف، رجل الـKGB السابق، ما يجعل قضيته أكثر تعقيدًا.
مطالب دولية بتحقيق مستقل… لكن الكرملين يرفض
رغم دعوات محللين ومنظمات دولية لإجراء تحقيقات شفافة، إلا أن موسكو لا تسمح بأي تدخل خارجي.
ويرى النقاد أن “الانتحارات الرسمية” ما هي إلا قناع لعمليات تصفية صامتة تجري خلف الكواليس.
ماذا يعني ذلك لأسواق الطاقة العالمية؟
إذا كانت هذه الوفيات تطهيرًا داخليًا في قطاع الطاقة الروسي، فإنها قد تؤثر مباشرة على استقرار إنتاج وتصدير النفط والغاز، خصوصًا في وقت تشهد فيه الأسواق تقلبات شديدة بسبب الحروب والعقوبات.
السؤال الكبير يبقى: انتحارات… أم عمليات تصفية هادئة؟
رغم الروايات الرسمية، يزداد الاعتقاد بأن ما يحدث ليس مجرد “دراما روسية”، بل إعادة هيكلة قاسية لنخبة الطاقة التي تمثل العمود الفقري لاقتصاد موسكو، وربما تصفية حسابات بأوامر من أعلى المستويات.
لندن – اليوم ميديا