
أوبك (أرشيفية)
أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفة بـ”أوبك+”، زيادة مفاجئة في إنتاج النفط لتعزيز المعروض العالمي، استجابةً لضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض تكاليف الوقود في الولايات المتحدة. تأتي هذه الخطوة وسط توقعات بزيادة فائض الإمدادات في الأسواق العالمية خلال النصف الثاني من 2025، مما قد يضغط على أسعار النفط ويثير مخاوف منتجي الخام من تراجع الأرباح.
رفع أوبك+ الإنتاج الجماعي بمقدار 548 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أغسطس، وهو ما يزيد بشكل ملحوظ على الزيادات السابقة التي كانت قد بلغت 411 ألف برميل في الأشهر الماضية. وتأتي هذه الزيادة بعد اجتماع طارئ استمر 10 دقائق فقط عبر مكالمة فيديو، وأظهرت الرياض من خلال رفعها لأقساط التأمين على خامها في السوق الآسيوية ثقتها في استمرار الطلب الصيفي.
اقرأ أيضا
عقوبات أميركا على إيران تشعل العراق وتربك موازين النفط
ومع ذلك، تظهر تحليلات عدة مخاطر متزايدة قد تؤدي إلى تراجع أسعار النفط، منها التوترات التجارية المستمرة وتباطؤ الاستهلاك الصيني، فضلاً عن توقعات وكالة الطاقة الدولية التي تشير إلى فائض محتمل يعادل 1.5% من الاستهلاك العالمي في الربع الرابع من العام.
وتواجه شركات النفط الصخري الأمريكية خصوصًا ضغوطًا متزايدة، حيث تعتزم تقليل عمليات الحفر بسبب توقعات انخفاض الأسعار، ما قد يؤثر على إنتاج الخام الأمريكي الذي كان داعمًا رئيسًا للأسواق.
على الجانب الآخر، تحتاج السعودية، أكبر منتج في أوبك، إلى أسعار فوق 90 دولارًا للبرميل لتغطية إنفاقها الحكومي، في ظل جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحقيق تحول اقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على النفط. وقد يدفع ذلك الرياض إلى مراجعة خططها وزيادة الإنتاج أو سحب الإمدادات من السوق للحفاظ على الأسعار.
يحذر محللون من أن زيادة المعروض ستضع أسواق النفط أمام خيارات صعبة، حيث قد يستمر التذبذب في الأسعار وسط متغيرات اقتصادية وسياسية، بينما تحاول أوبك+ الموازنة بين الحفاظ على حصتها السوقية وضبط الأسعار في بيئة متقلبة.
لندن – اليوم ميديا