
من قطاع غزة (أرشيفية)
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات عنيفة على قطاع غزة مساء الأحد، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 38 فلسطينيًا، في وقت تدخل فيه محادثات وقف إطلاق النار مرحلة حاسمة. وتأتي الغارات في ظل تصعيد غير مسبوق قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يناقش مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنود الاتفاق المحتمل.
وفقًا لمسؤولي مستشفى ناصر في خان يونس، قتل 18 شخصًا في غارات على منطقة المواصي الساحلية المكتظة بالنازحين. وتشير وزارة الصحة في غزة إلى أن إجمالي الضحايا في الـ24 ساعة الأخيرة بلغ 80 قتيلًا و304 جرحى.
إسرائيل توسّع جبهة الحرب: قصف أهداف حوثية في اليمن
في تصعيد لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه مواقع للحوثيين في الحديدة ورأس عيسى والصليف، إضافة إلى محطة رأس قنتيب للطاقة في اليمن، ردًا على هجمات الحوثيين المتكررة على إسرائيل. يأتي ذلك في وقت تتسع فيه رقعة المواجهة الإقليمية، ما ينذر بتحول خطير في مسار الحرب.
نتنياهو إلى واشنطن: مفاوضات الرهائن ومصير غزة
سافر نتنياهو مساء الأحد إلى الولايات المتحدة، حيث سيلتقي ترامب لبحث الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار، والذي تنص مسودته على هدنة لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح عدد من الرهائن المحتجزين لدى حماس. وصرح نتنياهو بأن هدفه الرئيسي هو “ضمان عودة الرهائن وإزالة التهديد الذي تشكله حماس”.
ووفق مسودة الاتفاق التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان، من المقرر أن يعلن ترامب شخصيًا الاتفاق في حال تم التوصل إليه، قبل لقائه مع نتنياهو مساء الاثنين.
أزمة إنسانية واتهامات بجرائم حرب
أعلنت قوات الاحتلال أنها قصفت 130 هدفًا خلال 24 ساعة، بما يشمل مواقع لحماس ومنشآت يُعتقد أنها مخصصة للتخزين أو القيادة. لكن إحدى الغارات على مقهى في مدينة غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 100 شخص، بينهم نساء وأطفال، أثارت موجة استنكار دولي، واعتبرها خبراء بمثابة جريمة حرب.
كما قُتل المئات خلال محاولتهم الحصول على الطعام من قوافل الإغاثة أو من مواقع توزيع الأمم المتحدة. وتواجه منظمة “غزة الإنسانية”، التي بدأت عملها الشهر الماضي بدعم أميركي–إسرائيلي، اتهامات بأنها واجهة لتمرير سياسات معينة تحت غطاء المساعدات.
انقسام إسرائيلي وقلق فلسطيني
رغم إعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها السماح بوصول المساعدات إلى شمال غزة، عارضت أطراف يمينية متشددة هذا القرار، محذرة من أن “حماس ستسرق كل شيء”. وفي المقابل، عبّر فلسطينيون في القطاع عن عدم ثقتهم بنجاح محادثات الهدنة، وسط خيبة أمل متكررة.
“ندعو الله أن ينجح وقف إطلاق النار هذه المرة… لكننا لم نعد نثق بأحد”، يقول أبو أدهم، أحد سكان غزة.
وفي موازاة ذلك، صرّح ياسر أبو شباب، قائد فصيل فلسطيني معارض لحماس، في مقابلة مع إذاعة “مكان” الإسرائيلية أن جماعته تنسق مع الجيش الإسرائيلي في توزيع المساعدات.
نحو مفترق حاسم
بين التصعيد العسكري والضغوط الدولية، تبدو الحرب في غزة على وشك مفترق حاسم. هل ينجح ترامب ونتنياهو في فرض هدنة مؤقتة؟ أم أن الدم الفلسطيني سيبقى وقودًا للعبة المصالح الإقليمية؟
لندن – اليوم ميديا