
عقيلة صالح وخالد المشري خلال لقائهما في القاهرة لبحث تشكيل حكومة جديدة تسبق الانتخابات
في خطوة لافتة وسط الجمود السياسي الذي يخنق المشهد الليبي، التقى رئيس البرلمان عقيلة صالح برئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث تشكيل حكومة موحدة تمهّد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة طال انتظارها.
اللقاء، الذي لم يُعلن عنه رسميًا من حيث المكان، أكدت وسائل إعلام ليبية أنه جرى في القاهرة، في ظل صمت من البعثة الأممية ومواقف دولية لم تُبدِ دعمًا واضحًا لهذه الخطوة حتى الآن.
هل بدأ المسار السياسي يتحرّك من جديد؟
الطرفان ناقشا، وفق المكتب الإعلامي للبرلمان، “خريطة طريق واضحة” لتشكيل حكومة جديدة. التحرك يأتي رغم تمسّك رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بموقعه، مدعومًا من قوى غربية وليبية داخل العاصمة طرابلس، ما يجعل إمكانية تنفيذ هذا المسار محفوفة بالعراقيل.
ورغم أن البرلمان بدأ بالفعل استقبال ملفات مرشحين محتملين للحكومة الجديدة، فإن رد فعل حكومة الدبيبة جاء بالتجاهل الكامل، بينما تواصل الأمم المتحدة الاعتراف بحكومته كجهة تنفيذية شرعية.
رأي خبير غربي: “تحركات غير كافية ما لم تدعمها قوى دولية”
د. روبرت كينيدي، خبير شؤون شمال أفريقيا في مركز “تشاتام هاوس” البريطاني، يقول:
“تحركات عقيلة والمشري خطوة مهمة على الورق، لكنها لا تمثل اختراقًا حقيقيًا ما لم تُدعم بتوافق داخلي واضح وموقف دولي حاسم. دون ذلك، ستبقى المبادرة أسيرة التجاذبات والصراع على الشرعية في غرب البلاد”.
بين مبادرة الحل وإعادة إنتاج الأزمة
رغم أهمية اللقاء من حيث الشكل، إلا أن الجوهر يبقى رهين مواقف القوى الفاعلة على الأرض، وعلى رأسها حكومة الدبيبة، إضافة إلى غياب موقف أممي صريح يدعم تشكيل حكومة بديلة. وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة: هل نحن أمام بداية تسوية وطنية، أم محاولة جديدة لتدوير الأزمة؟
في الوقت الذي تستمر فيه الانقسامات الجغرافية والمؤسساتية، تبقى الانتخابات حلمًا مؤجلًا لشعب أنهكته الحروب والوعود المكررة.
لندن – اليوم ميديا