
غادر أفراد طاقم سفينة الشحن "ماجيك سيز" السفينة التي أنقذتهم بعدما أجبرهم هجوم حوثي على التخلي عن سفينتهم (نيويورك تايمز) عبر رويترز
شهد الأسبوع الأخير تصعيدًا مقلقًا في هجمات الحوثيين على سفن الشحن العابرة للبحر الأحمر، حيث أسفر هجوم استهدف سفينة “إيترنيتي سي” عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم، بعد يوم واحد من هجوم مماثل على سفينة “ماجيك سيز”.
هذه الهجمات تأتي في ظل هدنة أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب مع الحوثيين، ما يثير تساؤلات حول فعالية تلك الهدنة واستمرار التهديدات البحرية.
خلفيات الهجمات وأهداف الحوثيين
حسب تقارير صحيفة نيويورك تايمز، لا تخفي جماعة الحوثي دعمها لفلسطين والمقاومة، وتؤكد أن هجماتها على السفن تأتي رداً على الحصار الإسرائيلي على غزة، مستهدفة السفن التي تتردد على موانئ إسرائيلية.

الحوثيون يستخدمون هذه الهجمات كوسيلة ضغط في النزاعات الإقليمية، مستفيدين من موقعهم الاستراتيجي عند مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية العالمية التي تربط بين آسيا وأوروبا.
تداعيات الهجوم على التجارة العالمية
تؤدي هذه الهجمات إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية في طريق البحر الأحمر، الأمر الذي يجبر السفن على استخدام طرق أطول وأغلى حول الطرف الجنوبي لإفريقيا. هذا الأمر يرفع تكاليف النقل ويهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية، ما يزيد من القلق لدى الاقتصاديات المعتمدة على التجارة عبر هذا الممر الحيوي.
ضعف الهدنة وتحديات أمن الملاحة
الهدنة التي أعلنها ترامب في مايو 2025 لم تثمر عن توقف كامل لهجمات الحوثيين على السفن، خاصة تلك المرتبطة بإسرائيل أو التي يعتقد أنها تخالف مواقف الحوثي السياسية. كما أن عدم إعلان الحوثيين عن وقف إطلاق نار شامل يُشير إلى احتمال استمرار الهجمات أو تصعيدها في المستقبل القريب.
ماذا ينتظر البحر الأحمر والمنطقة؟
مع استمرار الحوثيين في تهديد الملاحة البحرية، يبقى الوضع هشًا وغير مستقر، ما يفرض تحديات على المجتمع الدولي لضمان حرية الملاحة وأمن الممرات البحرية. تبرز الحاجة إلى حلول سياسية وعسكرية تُعالج جذور الأزمة اليمنية وتحد من قدرة الجماعات المسلحة على تعطيل التجارة العالمية.
الخاتمة
هجمات الحوثيين الأخيرة على سفن الشحن في البحر الأحمر ليست مجرد عمليات عسكرية عابرة، بل تعكس مرحلة جديدة من التوترات في المنطقة مع تداعيات عالمية على الأمن البحري والتجارة الدولية. استمرار هذه الهجمات يُهدد بخلخلة الاستقرار الإقليمي ويضع المزيد من الضغوط على جهود السلام والهدنة.