
للعام الـ19 على التوالي، العالم يفقد المزيد من حرياته الأساسية، وفق تقرير “فريدوم هاوس 2025“. فقد سجّل عام 2024 تراجعًا ملحوظًا في الحقوق السياسية والحريات المدنية في 60 دولة، مقابل تحسّن محدود في 34 فقط، ما يرسّخ اتجاهًا عالميًا نحو السلطوية وتقييد الحريات.
ويستند التقرير إلى تقييم شامل شمل 208 دول ومناطق، استعرض مدى احترام حرية التعبير وحق التصويت وسيادة القانون، وسط تصاعد القيود التي تفرضها أنظمة سياسية وأطراف غير حكومية على الحريات الفردية والجماعية.
المنطقة العربية.. واقع مقلق
بحسب التقرير، شهدت المنطقة العربية تفاوتًا كبيرًا في ترتيب الدول، حيث تصدّرت تونس القائمة عربيًا بـ51 نقطة رغم بعض التراجعات، في حين تذيّل كل من غزة والسودان الترتيب بحصولهما على درجتين فقط من أصل 100، ما يشير إلى انعدام شبه كلي للحريات السياسية والمدنية.
تلت تونس كل من جزر القمر ولبنان بـ42 نقطة، وموريتانيا بـ39 نقطة، بينما تراوحت درجات دول الخليج بين المتوسطة والمنخفضة، وسط تحديات مستمرة تتعلق بحرية التعبير والعمل المدني.
دول الخليج في المؤشر.. قراءة متوازنة
سجّلت بعض دول الخليج درجات متدنية نسبيًا في المؤشر، حيث جاءت الإمارات وقطر بين 25 و27 نقطة، والسعودية والبحرين دون 20 نقطة، وفقًا لتقييم الحريات السياسية والمدنية.
ومع ذلك، يشير مراقبون إلى أن هذه المؤشرات لا تعكس الصورة الكاملة، إذ تشهد دول الخليج تطورات في مجالات الحكم الرشيد، والتحول الرقمي، وحقوق العمال، فضلًا عن خطوات تدريجية في مجالات الحوكمة والانفتاح الإعلامي، ما يفتح الباب لتحسن تدريجي في السنوات القادمة.
مؤشرات الأمن الجسدي والحقوق الأساسية
حذر التقرير من تراجع خطير في بند الأمن الجسدي والحرية من العنف، حيث سجلت 20% من الدول العالمية صفرًا في هذا المؤشر، ما يعكس تنامي المخاطر والانتهاكات، خصوصًا في مناطق النزاع.
الحرية وسُمعة الدول عالميًا
يشدد التقرير على أن مؤشرات الحريات تلعب دورًا متزايد الأهمية في تقييم الدول على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل التنافس على استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتنظيم الأحداث العالمية، ما يجعل تعزيز الحريات جزءًا من استراتيجية السمعة الوطنية.
خلاصة “اليوم ميديا”:
التقرير ليس حكمًا نهائيًا، بل فرصة لمراجعة السياسات وتطوير المسارات. وفي عالم تتزايد فيه التحديات، تبقى الحريات والحقوق أساسًا لأي نهضة شاملة. وتمتلك دول الخليج الأدوات والرؤى التي تمكّنها من تبوؤ مقدمة المشهد العالمي في مختلف المجالات.”
لندن – اليوم ميديا