
رئيس أركان الجيوش الفرنسية، الجنرال تييري بوركار
تحذير استراتيجي من قائد أركان الجيوش الفرنسية
في خطاب نادر وصفته الرئاسة الفرنسية بـ”لحظة تحوّل غير مسبوقة”، حذر الجنرال تييري بوركار، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، من تهديدات روسية متزايدة تواجه أوروبا وفرنسا على وجه الخصوص. وأكد بوركار أن موسكو تخوض حربًا هجينة ضد فرنسا، تشمل هجمات سيبرانية وحملات تضليل إعلامي، إضافة إلى تهديدات في الفضاء عبر عسكرة المدار بأقمار صناعية وغواصات روسية مقلقة.
حرب هجينة في الداخل: من نعوش برج إيفل إلى حشرات بق الفراش
أشار بوركار إلى حوادث رمزية داخل الأراضي الفرنسية، منها وضع نعوش أمام برج إيفل ورسم رموز معادية على الجدران، إضافة إلى انتشار شائعات حشرات بق الفراش خلال الاستعدادات للألعاب الأولمبية. كل هذه المؤشرات تُظهر مدى الحرب الهجينة التي تشنها روسيا عبر وكلاء وأدوات مختلفة داخل فرنسا.
انهيار استراتيجي في الشرق الأوسط وتوترات متزايدة
كما حذر الجنرال من “انهيار استراتيجي” في منطقة الشرق الأوسط عقب تصعيدات 7 أكتوبر 2023، مشيرًا إلى تفكك التوازنات وزيادة العنف، خاصة في ظل إطلاق مئات الصواريخ بين دول المنطقة، وهو أمر أصبح يُعتبر طبيعيًا رغم خطورته.
تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية واستقلالية فرنسا
في ظل هذه التهديدات، أكد بوركار ضرورة أن تطوّر فرنسا والدول الأوروبية قدراتها الدفاعية بشكل مستقل، مشددًا على أن الانسحاب الأميركي الكامل من أوروبا غير محتمل، ولكن يجب على أوروبا التحضير للدفاع عن نفسها بنفسها.
خطاب ماكرون المرتقب وتحول استراتيجي في الدفاع الفرنسي
يأتي هذا الخطاب قبل كلمة مرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون أمام القوات المسلحة، يُتوقع أن يعلن فيها عن “إعلانات كبرى” ضمن خطة دفاعية وطنية تستجيب لتحديات أمنية متصاعدة. ويأتي ذلك بالتزامن مع خطة فرنسا لزيادة ميزانية الدفاع إلى 413 مليار يورو حتى 2030، ضمن جهود لتحديث وتطوير الجيش.
رأي غربي
يرى المحللون الغربيون أن تحذيرات قائد الأركان الفرنسي تعكس قلقًا متزايدًا من تحركات روسيا العدائية ضد أوروبا، لا سيما بعد الحرب في أوكرانيا والتصعيدات الأخيرة في الشرق الأوسط. وتشير التقييمات إلى أن أوروبا تمر بفترة مفصلية يجب أن تعيد فيها بناء تحالفاتها وتعزز قدراتها الدفاعية لتكون أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة، خاصة مع توجه الأخيرة إلى تقليص التزاماتها الدولية.
لندن – اليوم ميدا