image

من قطاع غزة

تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، المنعقدة بشكل غير مباشر في الدوحة، تعثّرًا حادًا بسبب تمسك إسرائيل بخطة انسحاب تُبقي قواتها العسكرية على نحو 40% من مساحة القطاع، وهو ما ترفضه حركة حماس، بحسب مصادر فلسطينية مطلعة.

الدوحة في حالة جمود.. والانسحاب يؤجَّل

كشفت مصادر خاصة لـ”فرانس برس” أن الخطة الإسرائيلية التي قُدّمت يوم الجمعة لا تمثل انسحابًا فعليًا، بل “إعادة انتشار وتموضع” للجيش الإسرائيلي، تتضمن الإبقاء على السيطرة الميدانية في مناطق رئيسية، بما فيها محور فيلادلفي. ووفق المصادر، فإن واشنطن تضغط على حماس لتأجيل بحث هذه المسألة لحين زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى العاصمة القطرية.

إعلام إسرائيلي: لا تقدم.. وواشنطن تتدخل

تزامنًا، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر مطلعة أنه لم يتم إحراز أي تقدم ملموس في محادثات الـ24 ساعة الماضية، حيث لا تزال قضية “حجم الانسحاب الإسرائيلي” هي العقبة الرئيسية في طريق التفاهم.

ملف الأسرى والمساعدات على الطاولة

ورغم الجمود، تستمر المفاوضات اليوم السبت، وتركز على ملفات الأسرى وآليات إدخال المساعدات الإغاثية إلى القطاع المنكوب. ويبدو أن هذه الملفات أقل تعقيدًا مقارنة بمسألة الانسحاب، التي تمس جوهر السيطرة الأمنية على غزة.

خطوات أوروبية لتحسين الوضع الإنساني

من جانبها، أعلنت كايا كالاس، الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن إسرائيل وافقت على زيادة عدد الشاحنات الإغاثية وفتح معابر جديدة، إضافة إلى استئناف توريد الوقود وتسهيل توزيع المواد الغذائية الأساسية. وأكدت أن هذه الخطوات ستُنفَّذ “خلال الأيام المقبلة”.

لكن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العوني، أوضح أن الاتفاق لا يشمل مؤسسة غزة الإنسانية، وأن التنفيذ سيتولاه فقط وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

تحذيرات طبية من كارثة غذائية

في موازاة ذلك، أطلقت منظمة “أطباء بلا حدود” في غزة تحذيرًا من تدهور خطير في الوضع الغذائي، مؤكدة أن حالات سوء التغذية تضاعفت أربع مرات خلال شهرين فقط. وتُعالج المنظمة حاليًا أكثر من 1200 حالة، معظمهم من الأطفال والنساء الحوامل، في مدينة غزة والمواصي.

العمليات العسكرية تتصاعد

ميدانيًا، استمرت الغارات الإسرائيلية على القطاع، ما أدى إلى مقتل 88 فلسطينيًا خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق مصادر طبية. واستهدفت الغارات خيام نازحين في المواصي ومواقع مدنية في دير البلح وخان يونس، في إطار تصعيد عسكري مستمر منذ أكتوبر 2023.

خاتمة: سلام مؤجل أم تصعيد وشيك؟

بين التعثّر السياسي والتدهور الإنساني، يقف قطاع غزة أمام مفترق خطير. فبينما تدفع واشنطن نحو تسويات مرحلية، تصرّ تل أبيب على بقاء ميداني طويل، في وقت يتفاقم فيه الجوع والدمار بين المدنيين.