image

المرشد الأعلى علي خامنئي

في تحذير مباشر لواشنطن، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، السبت، أن طهران قادرة على “الوصول إلى مواقع أميركية مهمة في المنطقة متى شاءت”، مشيرًا إلى أن الضربة التي استهدفت قاعدة العديد الأميركية في قطر ليست “حادثة صغيرة”، بل “ضربة قابلة للتكرار”، وفق وصفه.

صور فضائية تؤكد الضربة الإيرانية

تصريح خامنئي تزامن مع نشر وكالة “أسوشييتد برس” صورًا التقطتها شركة “بلانت لابس بي بي سي” عبر الأقمار الصناعية، تُظهر الأضرار التي خلفها الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الجوية، خارج العاصمة القطرية الدوحة.

الصور أظهرت اختفاء “قبة اتصالات مثلثية” كانت موجودة صباح 23 يونيو، والتي تضم معدات اتصالات أميركية آمنة. وفي الصور التي التُقطت يوم 25 يونيو، ظهرت القبة مدمرة مع أضرار طفيفة في مبنى قريب، فيما بقيت معظم أجزاء القاعدة دون أضرار ظاهرة.

البنتاغون يؤكد: قصف صاروخي باليستي

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، شون بارنيل، أن صاروخًا باليستيًا إيرانيًا هو من أصاب القبة المستهدفة، ما اعتُبر خرقًا حساسًا في أحد أبرز مقار القيادة المركزية الأميركية في المنطقة.

الهجوم جاء كردّ إيراني على قصف أميركي استهدف ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، في سياق الحرب الإسرائيلية-الإيرانية التي استمرت 12 يومًا، وانتهت بوساطة مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ترامب: إيران كشفت موعد الضربة مسبقًا

وفي خطوة اعتُبرت استثنائية، صرّح الرئيس ترامب بأن إيران “أبلغت” بشكل غير مباشر متى وكيف ستنتقم، ما أتاح للولايات المتحدة وقطر الاستعداد جيدًا للهجوم وتفادي خسائر بشرية ومادية كبرى.

وأوضح ترامب أن واشنطن سحبت طائراتها من قاعدة العديد قبل الضربة، ما حد من حجم الأضرار، مشيرًا إلى أن التنسيق الدفاعي ساهم في احتواء التصعيد ومنع اندلاع حرب إقليمية شاملة.

أهمية قاعدة العديد واهتزاز صورة الردع

قاعدة العديد تُعد من أكبر وأهم القواعد الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، وتضم المقر الأمامي للقيادة المركزية الأميركية (CENTCOM). وقد شكّلت الضربة الإيرانية، رغم محدودية خسائرها، إشارة رمزية على قدرة طهران على استهداف مواقع حيوية.

وتسبب الهجوم في تعليق بعض الرحلات الجوية بالمنطقة مؤقتًا، وأثار قلقًا إقليميًا واسعًا من احتمالات تدهور الوضع الأمني في الخليج.

خاتمة: رسائل نارية من طهران

يبدو أن إيران، من خلال هذا الهجوم الدقيق والتصريحات التصعيدية لخامنئي، أرادت إيصال رسالة مزدوجة: أولًا، أن قدراتها الصاروخية قادرة على تجاوز أنظمة الردع الأميركية، وثانيًا، أن أي تهديد لمواقعها الحساسة سيُقابل برد “موجع في الزمان والمكان الذي تختاره”.

وسط هذه المعادلة الدقيقة، تبقى المنطقة على حافة بركان قابل للاشتعال، في ظل استمرار التوترات بين واشنطن وطهران وتصاعد حرب الرسائل بين الطرفين.

لندن – اليوم ميديا