“واشنطن بوست”: من فلوريدا إلى رام الله.. رحلة مأساوية لعائلة فلسطينية أميركية

في واحدة من أبشع حلقات العنف التي يشهدها الضفة الغربية، قُتل الشاب الفلسطيني الأميركي سيف الله كامل مسلط (20 عامًا) من ولاية فلوريدا، إثر هجوم شنّه مستوطنون إسرائيليون على بلدة “سنجل” شمال رام الله، بحسب ما أوردت صحيفة واشنطن بوست.

من فلوريدا إلى رام الله… رحلة انتهت بمأساة

سيف، المولود في بورت شارلوت، فلوريدا، كان يقضي عطلة لزيارة عائلته في قرية المزرعة الشرقية، حين فوجئ بهجوم عنيف من مستوطنين مسلحين. وفقًا للعائلة، لم تُفلح نداءات الاستغاثة في إنقاذه، إذ أُغلق الطريق أمام سيارات الإسعاف لساعات، ما تسبب في وفاته متأثرًا بجراحه.

عائلة الضحية: نطالب بتحقيق أميركي ومحاسبة القتلة

والد سيف وجّه نداءً غاضبًا إلى وزارة الخارجية الأميركية قائلاً:

“هذا كابوس وظلم لا يُصدّق… نطالب بتحقيق عاجل ومحاسبة من قتلوا ابننا”.

العائلة، إلى جانب منظمات حقوقية، تطالب بمحاسبة المستوطنين المسؤولين، مشيرة إلى أن سيف لم يكن الأول، بل سبقته 3 حالات قتل لفلسطينيين يحملون الجنسية الأميركية منذ أكتوبر 2023.

تصاعد العنف… وصمت رسمي أميركي

منذ اندلاع حرب غزة عام 2023، سجلت المنظمات الحقوقية تزايدًا مقلقًا في اعتداءات المستوطنين. وتقول واشنطن بوست إن سيف الله هو رابع فلسطيني أميركي يُقتل منذ بداية التصعيد، دون محاسبة تُذكر، في ظل اتهامات لإسرائيل بالتقاعس المتعمد.

تحقيقات إسرائيلية بلا نتائج… وجيش الاحتلال يتنصل

أعلن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق في مقتل سيف، لكنه لم يُصدر أي نتائج حتى لحظة نشر هذا التقرير. في المقابل، أكد شهود عيان أن الهجوم تم بمشاركة مسلحين إسرائيليين كانوا يحاصرون البلدة ويمنعون وصول سيارات الإسعاف.

واشنطن بوست: الولايات المتحدة متقاعسة في حماية مواطنيها

بحسب تحليل واشنطن بوست، فإن الولايات المتحدة فشلت مرارًا في ضمان سلامة مواطنيها الفلسطينيين، رغم معرفتها بالاعتداءات الممنهجة من قبل المستوطنين. الصحيفة نوهت إلى أن عائلات الضحايا طالبت سابقًا بتدخل أميركي مباشر، دون جدوى.

جريمة موثقة… والعالم يراقب بصمت

انتشرت صور سيف ووالدته المكلومة على مواقع التواصل، ما أثار موجة من الغضب الشعبي والمطالبات الدولية بالتحرك. وتؤكد منظمات حقوق الإنسان أن هذه الحادثة قد تشكل نقطة تحول في العلاقة الأميركية-الإسرائيلية، خاصة إذا استمرت موجة القتل دون محاسبة.

خلاصة: هل تتحرك واشنطن؟

مع تصاعد الغضب الشعبي والمطالبات بمحاسبة القتلة، تبقى الأنظار متجهة نحو واشنطن. هل ستدافع عن مواطنيها؟ أم ستستمر في تجاهل ما وصفته صحيفة واشنطن بوست بـ”الانهيار الأخلاقي في التعامل مع الفلسطينيين الأميركيين”؟

لندن – اليوم ميديا